English عن التحالف اتصل بنا الاصدار 31 - كانون الأول/ ديسمبر 2024 الرئيسسة
تطورات عالمية

مؤتمر الدول الأطراف (29): عالم الشمال يخرق الثقة والتعاون والبروتوكول

وصف المجتمع المدني العالمي مؤتمر الدول الأطراف 29، (CoP29)، بأنه خرق مدروس للثقة، من قبل حكومات عالم الشمال، لاستخدام محادثات المناخ في مدينة باكو، لتهميش المبادئ الأساسية، للعملية التى تقودها الدول الاطراف المعنية في المعاهدة، لإتمام مؤامرة استمرت عقودًا من الزمن، والتراجع عن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (UNFCCC) بشأن تغير المناخ و اتفاقية باريس.

كما حدد المجتمع المدني، المناهضين السياسيين، بقيادة الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة، لفشلهم في تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية، في معالجة أزمة المناخ التي تسببوا فيها، وسداد ديونهم المناخية. وقد تم تمكين جدول الأعمال ذلك، من خلال الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، ورئاسة مؤتمر الدول الاطراف (CoP29)، التي تكرر انحرفها عدة مرات عن البروتوكول المعمول به، خاصة أثناء الجلسة العامة الختامية، حيث اختتمها الرئيس الأذربيجاني، بقرار بشأن الهدف الجماعي الجديد المحدد للتمويل (NCQG)، والذي احتفل به السكرتير التنفيذي لمؤتمر الدول الأطراف، دون توافق آراء الدول الأطراف، ومع اعتراض حكومات متعددة.

مع وجود الكثير من الأمور على المحك، فرض مؤتمر الدول الاطراف (CoP29)، صفقة تدين الناس والدول في جميع أنحاء العالم الجنوبي، من خلال حجب التمويل، والتعاون والتكنولوجيا، التي طال انتظارها واللازمة لمنع الانهيار الكلي للمناخ.

وعندما تكون العديد من الأرواح على المحك، فإن عدم التوصل الى اتفاق، أفضل من الحصول على اتفاق سيئ، وفقًا للحملة العالمية للمطالبة بالعدالة المناخية (DCJ)، والعديد من حكومات عالم الجنوب، مثل كوبا، والهند، وبوليفيا، ونيجيريا، التي ترفض بشدة نتيجة مؤتمر الدول الاطراف (CoP29). وستؤدي نتائج تلك القواعد الصادرة عن (CoP29)، إلى تفاقم أسواق الكربون، المحفوفة بالمخاطر وغير الفعالة من ناحية، وستتخلف بشكل كبير عن سداد ديون المناخ في عالم الشمال من ناحية أخرى. فالمجتمع المدني يتهم مؤتمر الدول الاطراف، بالفشل في مراعاة الحقائق المعيشية، وبدلاً من ذلك، دفع المجتمعات المتضررة من المناخ، إلى مزيد من الدمار، من خلال تقديم حلول زائفة وحسب، مثل مقايضات الديون وأسواق الكربون والقروض والسندات الخضراء.

ويتهم النقاد بأن قرار الهدف الكمي الجماعي الجديد بشأن تمويل المناخ (NCQG) هو قرار مدمر لأنه:

  • فشل في تلبية احتياجات البلدان النامية على النحو المحسوب، في العديد من الدراسات الاستقصائية، التي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات، حيث لا تقدم سوى 300 بليون دولار، مع عدم وجود ضمان لأي تمويل عام لا يضع بلدان الجنوب العالمي في مزيد من الديون ؛
  • يستبعد الخسارة والتلف في الهدف؛
  • يؤيد الحجة التي تقودها الولايات المتحدة، بأن التمويل يجب ألا يأتي من الحكومات المسؤولة عن أزمة المناخ، ولكن من بنوك التنمية والمستثمرين من القطاع الخاص، وبالتالي السماح للدول المتقدمة بالتهرب من مسؤوليتها عن توفير التمويل.

كما أدانت بشدة المجتمعات في عالم الجنوب ومنظمات المجتمع المدني، التي تسعى إلى تحقيق العدالة المناخية في مؤتمر (CoP29)، إجراءات ونتائج المؤتمر الذي استضافته أذربيجان، وهي دولة نفطية أخرى.

ووصفت حركة الشعوب الآسيوية للديون والتنمية، العملية حتى الآن بأنها بيع عالم الجنوب للقطاع الخاص، في حين أن الولايات المتحدة كانت دائمًا أكبر عائق للعمل المناخي، وباقي دول عالم الشمال، حكمت على العالم بكارثة مناخية.

فيما أضافت شبكة العالم الثالث: إنهم يتوقعون أن تظهر البلدان النامية طموحًا أكبر، في التخفيف والتكيف دون الطموح المماثل بشأن التمويل. فهذه ليست مجرد مزحة ولكنها إهانة خطيرة للدول النامية، حيث يتظاهرون بشعارات للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية، والتخلي عن مسؤولياتهم بموجب اتفاقية باريس والمخاطرة بحياة الفقراء وتدمير الكوكب.

كما أعلنت شبكة العدالة المناخية والتنمية العالمية (GCDCJ) نحن العالم الجنوبي، نرفض رفضاً قاطعاً هذه النتيجة غير الشرعية. فلن نقبل محو مبدأ الإنصاف، ولن نسمح بتخفيف المسؤولية التاريخية للملوثين، تحت ستار التعهدات الطوعية والتمويل المخصخص. فربما تم تهميش دولنا في قاعات مؤتمر الاطراف (CoP)، ولكننا سنواصل هذه المعركة في كل مكان، وكل حركة، وكل سبيل، لتحقيق العدالة المناخية. فهذه ليست نهاية – بل بداية مقاومة أقوى وأكثر توحيداً، ضد الاستعمار المناخي ومن أجل بقاء وكرامة شعوبنا .

وفي حديثها عن الأولويات الضارة لعالم الشمال، لاحظت عبير بطمة، من منظمة أصدقاء الأرض - فلسطين، ما يلي: من المثير للغضب أن نسمع الدول الغنية تدعي أنه لا توجد أموال لسداد ديون المناخ المستحقة للجنوب، بينما تضخ المليارات في الإبادة الجماعية في فلسطين. نحن بحاجة إلى المساءلة والعمل لتحقيق العدالة المناخية، والعدالة للفلسطينيين أكثر من الوعود الفارغة والتعبير عن التضامن.

الصورة: نشطاء بيئيون يحتجون على مؤتمر الدول الأطراف (CoP29)، للمطالبة بالتزامات مالية من الدول المتقدمة. المصدر: رويترز.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN