نحن جميعا معاً في هذا الصدد
يتزامن إصدار العدد 19 من نشرة أحوال الأرض، مع وجود أزمة عالمية وهي: جائحة فيروس كوفيد – 19. فبينما يعانى آلاف الأشخاص، وهناك من توفوا من الفيروس حول العالم، فيكشف الوباء ضعف الجميع، ويذكرنا بإنسانيتنا الهشة بشكل عام. وفي إقليم الشرق الأوسط / شمال إفريقيا، يأتي هذا كطاعون وسط أزمات متعددة، واختباراً لجسم الإنسان وروحه.
ربما لن يكون العالم هو نفسه مرة أخرى. فمواجهة مثل تلك القضايا الخطيرة والرهانات معًا، يمكن أن يغير بشكل لا رجعة فيه الطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض، سواء للأفضل أو للأسوأ. ويتمثل الشاغل الأكثر إلحاحًا في التعاون الآن، هو التغلب على الوباء الذي تسبب في توقف كافة المدن.
وفي غضون ذلك، وخاصة في الوقت الراهن، تستمر النضالات حول الأفكار، والسياسات، والممارسات. وتؤكد محتويات العدد 19 من نشرة أحوال الأرض، على المشاركة والتعاون والعمل المشترك، لمعالجة التهديدات القاتلة لسبل العيش على أرض الشعوب. وتعد الأرض وتدبير شئونها أمراً ضرورياً لاستدامة النظم الغذائية، بالإضافة إلى، الحلول اللازمة مع قضية السكن الذي يضمن الصحة، وسبل العيش. فجميع عمليات النزوح في تلك الأثناء، ستراكم أضرارًا لا حصر لها للأشخاص الأكثر استضعافاً بيننا. فهذه حقبة تحتاج بشكل كبير إلى تعددية الأطراف، وتستند إلى ركيزة حقوق الإنسان في ميثاق الأمم المتحدة، خاصة في الذكرى 75 لتأسيس الأمم المتحدة.
كما لوحظ في مساهمة التحالف الدولي للموئل –شبكة حقوق الأرض والسكن، في صياغة الإطار القانوني للأرض كحق من حقوق الإنسان (تميزا لهاعن الملكية)، فإن الأرض عادة، هي العنصر المادي الأول في سلسلة مطلوبة لإعمال حقوق الإنسان الأخرى، وليس أخرها الحق في السكن اللائق والصحة. فالحرمان من الأرض هو أيضا موضوع لنضالات مستمرة، لاستعادة السيادة على الأرض للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، كما هو الحال في كشمير، وفلسطين، والتبت، والصحراء الغربية، خاصة، في حالة وجود الأطراف الثالثة، ومن بينها الشركات غير المشروعة. كما تعتبر الأرض، أمراً جوهرياً في الحرمان المتعدد للشعوب الأصلية في جبال النوبة (السودان)، و نظام الفصل العنصري الذي يحتل فلسطين، كما هو في الممارسات العرفية بالنسبة للعديد من النساء في الهند وكينيا وأوغندا.
ومع ذلك، فإن هذا العدد، يصنف الجهود لمقاومة مثل تلك الانتهاكات لحقوق الإنسان، المتعلقة بالأرض. وتشمل جهود المجتمع المدني المبلغ عنها، للدفاع عن سلامة الأراضي وشعبها، ومن ضمنها تقديم تقارير موازية لهيئات معاهدات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والمشاركة الحيوية، مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة. وكما ورد هنا، أصبح هذا ممكناً، من خلال الشبكات المبتكرة وتنمية القدرات لمنظمات المجتمع المدني المحلية والوطنية في علاقتها مع الدولة.
ويقع رصد التعهدات السياسة العالمية (الطوعية)، من خلال التزامات حقوق الإنسان المقابلة، في صميم مرصد موئل حقوق الإنسان التابع للتحالف الدولي للموئل. وهذا النهج المتكامل، يؤسس للجهود والتطورات المتماسكة الواردة هنا.
كما يتساءل، هذا العدد من نشرة أحوال الأرض، عن سياسة المشاركة وممارستها، وكيف ترتبط مستويات المشاركة بالشراكة، أو ترقى إلى مجرد تلاعب. ومع ذلك، القليل من عمليات السياسيات، تكون في الوقت المناسب أكثر من الممارسة الحالية في مراقبة إطار عمل لجنة الأمم المتحدة للأمن الغذائي العالمي من أجل الأمن الغذائي والتغذية في الأزمات الممتدة.
ومع تلك الجائحة طويلة الأمد التي نتشاركها، تحتوي بالفعل المقالات الواردة هذا العدد، على دروس وأدوات لرصد وتقييم أدائنا في الأزمات.
أحد الدروس التي يتم تعلمها أو إعادة تعلمها حاليًا، هو أننا جميعًا معاً في نهاية هذا الأمر. ونتشارك أكثر مما نختلف عن بعضنا البعض. وأصبح التعاون أمراً ضرورياً لإعطاء معنى وتأثير لمعايير أقصى طموح ووحدة منصوص عليهما في ميثاق الأمم المتحدة قبل 70 عامًا. وبصفتها الممثلة كوكالة متخصصة قائمة على ميثاق الأمم المتحدة، ناشدنا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور/ تيدروس أدهانوم غيبريسوس Tedros Adhanom Ghebreyesus، في 8 نيسان/أبريل 2020:
|