جمعية دبين للتنمية البيئية (الأردن)

في الأردن هناك ما يقارب 129 جمعية بيئية، تعتبر جمعية دبين التي تأسست منذ 2010 واحدة من هذه الجمعيات التي وجدت بموجب قانون الجمعيات الأردني لعام 2008، وتتبع بشكل اداري الى سجل الجمعيات الأردنية، وبشكل فني الى وزارة البيئة مع استقلالية مالية وإدارية وكما نص عليه  القانون. ومنذ البداية اتخذت دبين من البرامج البيئية التي تعتبر المجتمع  والفرد مكون أساسي لها، وان حفظ حقوقه من اسمى الأهداف التي يمكن تحقيقها، وبذلك اتخذت  من النهج القائم على حقوق الانسان واحترام المجتمعات نهجا تسير عليه في تنفيذ كافة اعمالها ومشاريعها وبرامجها.

وفي طليعة البرامج التي تعمل عليها دبين منذ اكثر من 10 سنوات، وهي دعم المجتمعات المحلية من أجل حماية الأرض والغابات، وقد تبلور عملها في ذلك من خلال عدد من المشاريع التي نُفذت  منذ 2016 والى الآن، حيث تم بشكل مستمر العمل على رفع وعي و كفاءة  المجتمعات المحيطة بالغابات للاستثمار بها لتحقيق التفاعل الصحيح ما بين المجتمعات والموارد الطبيعية المحيطة بها، بما يضمن استدامة تلك الموارد وحقوق المجتمع  المحيط.

وتولي جمعية دبين النساء أهمية كبيرة في مشاريعها المختلفة وتتويجها في العديد من النشاطات الهامة والتي تعنى بالنساء اطلقت دبين وسام خاص من اجل إعطاء النساء مساحة كافية في العمل البيئي معهن ولاجلهن، وهو (#هي_للبيئة). وهذا كان ضمن حملة إعلامية مكثفة استمرت لمدة شهر ما بين شباط/فبراير وآذار/مارس 2021  شارك بها اكثر من 400 متطوع ومتطوعة عبر جميع الوسائل التقليدية الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي،

وتمارس دبين كذلك دورها الرقابي كمؤسسة مجتمع مدني متخصصة في الشأن البيئي، من خلال المتابعة ضمن حملات ممنهجة على تسجيع صانع القرار للاعتراف بدور المجتمع والافراد بالمشاركة الفاعلة في المشاريع والقرارات التي تمس حقوق المجتمعات المحلية بالاراضي والغابات والمصادر الطبيعية، وقد تم  بضغط من دبين وشراكة وزارة الزراعة و خلال العام 2018 إيجاد الية لتفعيل ما يسمى تعليمات جوار الغابات من اجل حق الانتفاع منها وضمان زيادة حق الحيازة للمجتمعات المحلية التي اقرت منذ عام 2008 ولكن دون أي اطر إجرائية للعمل عليها.

ولاتزل دبين لليوم تحاول ان يتم تفعيل مثل هذه الأطر على أوسع نطاق ممكن ، كما أن دبين ساهمت بجهود  منظمة الأغذية والزراعة التابة الأمم المتجدة (الفاو( من اجل وضع سياسات الغابات الوطنية  والخطط الاستراتيجية الملحقة بها التي لليوم لم ترى نور إقرارها من رئاسة الوزراء.

وقد نسقت وادارت  الجمعية تحالف الجمعيات منذ 2017 والذي يولي موضوع حفظ الأرض والغابات من التوغل الاستثماري والحضري غير المستدام أهمية كبيرة. وفي هذا السياق، قد قامت دبين  بتنفيذ حملة موسعة لايقاف مشروع لجمع وفرز النفايات في أراضي الغابات  الذي لم  يراعي أسس تقيمات الأثر البيئي المنصوص عليها بقانون البيئة الأردني وتعديلاته و استمرت  الحملة لاكثر من 3 سنوات  بالتعاون وبحشد المجتمع المحلي الذي دعم توجهات ديبن والتحالف وتم اخذ قرار رئاسة الوزراء بوقف المشروع والحفاظ على الأرضي الحرجية الغابوية.

ويأتي هذا النشاط الملحوظ في حفظ المصادر الطبيعية وحمايتها انطلاقاً من أهداف بيئية وأخرى حقوقية، وخاصة مع تنامي المشاكل البيئة وتوقع حدوث مظاهر متطرفة خطيرة لتغير المناخ أهمها الفيضانات والجفاف والتي أثرت وستؤثر بشكل أساسي على حقوق المجتمعات المحلية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الى جانب البيئيتها.

وعلى صعيد اخر مرتبط  بملف حقوق الانسان وبشكل متخصص تعمل دبين على اعداد تقارير متنوعة  حول الانتهاكات البيئية  الجسيمة والمرتبطة بآليات واتفاقيات حقوق الانسان التي صادق عليها الأردن، وتتابع  دبين عن قرب مدى الوفاء بالتزامات للحكومات المتعاقبة وتنتقد التقارير الوطنية وتفندها، ومؤخراً قامت دبين بالتعاون مع عدة جهات حكومية بالمشاورات من اجل إيجاد آلية تدقيق حقوقية بيئية يمكن اعتمادها  في الوزارت ذات الصلة من اجل تعديل التشريعات، او تنفيذ أنشطة من شأنها زيادة الحساسية الحقوقية للمشاريع البيئية،  والاخذ بعين الاعتبار الفئات الاجتماعية الهامة والأكثر تأثرا والأكثر بعدا عن المشهد وهم النساء وذوي الإعاقة والشباب.

كما عملت دبين على تقديم تقارير حقوقية بيئية هي الأولى من نوعها في الأردن، عبر آليه الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الانسان، من أجل ترسيخ الحق ببيئة سليمة، والذي لليوم تتظافر الجهود العالمية من اجل الضغط على مجلس حقوق الانسان للاعتراف به في أيلول/سبتمبر المقبل، وخاصة بعد تداعيات ازمة كوفيد-19 والتي أثرت بشكل كبير على حياة الناس ومعاشهم وحقوقهم الأساسية، وبذل تحالف الحق ببيئة صحية والذي دبين جزء منه جهود كبيرة منذ مطلع مارس/اذار 2021، وتقوم دبين بالسعي من اجل انضمام الأردن رسميا للدول الداعية للاعتراف بهذا الحق عبر التواصل المباشر وغي رالمباشر مع البعثات الأردنية في جنيف، وعبر وزارة الخارجية الأردنية ومكتب المنسق الوطني لحقوق الانسان في رئاسة الوزراء.

وعلى الصعيد المحلي، تؤمن دبين بنهج اللامركزية كآداة للحكم الرشيد، وتحاول عبر عقد العديد من الأنشطة الموجهة العمل مع المجالس المحلية المنتخبة لاخذ الدور الريادي البيئي المتوقع منهم (خاصة ان تجربة اللامركزية حديثة نسبيا في الأردن)، والذي يحتاج الى الخبرة ويحتاج الى الحساسية للقضايا البيئية وخاصة أن ما هو مطلوب من هذه المجالس هو خطط عمل ومشاريع محلية تتولى هذه المجالس المنتخبة إقرارها والعمل على تنفيذها وتمس بشكل مباشر البنية التحتية والتي هي بدورها ستؤثر على العناصر البيئية وتتأثر بها، وكما وأن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على المجتمع المحيط، أن لم تتخذ من معايير العمل البيئي والتدقيق البيئي  وتقييم الأثر والميزانيات الحساسة للاحتياجات البيئية المعاصرة والمتجذرة طريق لها فإننا سنبقى بين كر وفر ولن يحقق الملف البيئي التقدم المنشود. ولاجل هذه الفهم العميق للادوار المختلفة كان لدبين عمل مباشر بالتشاور والضغط  وكسب التأييد ووضع البيئة على أجندة اعمال المجالس المحلية المنتخبة بشكل كثيف.

الناس في دبين نؤمن بأن العمل بمجال البيئة ينبغي أن يكون بالنهج التشاركي القائم على التحالفات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية ، لذلك دبين عضو في عدد منها على كافة المستويات واهمها الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، والشبكة العربية لتغير المناخ، وشبكة منظمات المجتمع المدني التابعة لمرفق البيئة العالمي. وتأتي عضويتنا في التحالف الدولي للموئل (HIC ) كواحدة من اهم هذه الشراكات حيث  نعتقد اننا مع تحالف قوي من اجل الأرض وحقوق انسانية للمجتمعات. ودبين تأمل ان نصل معاً الي تعزيز حقوق الناس في الوصول الى مصادرهم الطبيعية بما  فيها الأرض، والحفاظ عليها، واستدامتها.