English عن التحالف اتصل بنا العدد 27 - كانون الأول/ديسمبر 2022 الرئيسسة
تطورات اقليمية

نظرة فلسطينية في ظل الفصل العنصري (أﭘﺎرْتْهَيْت) - تقرير التحالف الفلسطيني التاريخي

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، أطلقت مؤسسة الحق تقريرها الائتلافي الافتتاحي بعنوان: الفصل العنصري الإسرائيلي: أداة للاستعمار الاستيطاني الصهيوني. وهو يعكس الجهود التعاونية للمجتمع المدني والمؤلفين الأكاديميين، وهم رانيا محارب ، وإليزابيث رغيبي ، وبيرس كلانسي ، وجوزيف شكلا ، وندى عوض ، ومها عبد الله.

وقد صادق على الإصدار، ائتلاف من منظمات المجتمع المدني الفلسطينية الرائدة ، من بينها، مؤسسة الضمير لدعم السجناء وحقوق الإنسان (الضمير)، مؤسسة الحق في خدمة الإنسان (الحق)، مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان  (JLAC)، مركز الميزان لحقوق الإنسان (الميزان) ، مركز العمل المجتمعي بجامعة القدس، المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ، والائتلاف المدني لحقوق الفلسطينيين في القدس (CCPRJ) ، المبادرة الفلسطينية لتعزيز الحوار العالمي والديمقراطية (مفتاح).

والمهم في ذلك، أن التقرير يعد أول إصدار فلسطيني رئيسي يوسع الخطاب الدولي الحالي حول الفصل العنصري. والأهم من ذلك، أنه يفحص الفصل العنصري كعنصر هيكلي للاستعمار الاستيطاني الصهيوني على جانبي الخط الأخضر وضد الشعب الفلسطيني الأصلي ككل. وعلاوة على ذلك، يوضح التقرير الحاجة الإضافية إلى إنهاء الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، بما يتفق مع متطلبات نظام القانون الدولي، ونحو إعمال حق الفلسطينيين غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

ويضيف التقرير الجديد، أصوات وتحليلات فلسطينية واضحة، إلى دعوات دولية أوسع نطاقاً، للمطالبة بإنهاء نظام الفصل العنصري الإسرائيلي. كما يتناول بالتفصيل مطالبة المجتمع المدني الفلسطيني بإنهاء الاستعمار وتفكيك الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري، والوفاء بالحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، والذي تم إنكاره بشكل منهجي منذ الانتداب البريطاني، وحق اللاجئين والمنفيين في الشتات في الحصول على تعويضات كاملة ، بما في ذلك العودة.

هذا التقرير الرائد عن الفصل العنصري، (أﭘﺎرْتْهَيْت) هو نتاج أربع سنوات من البحث والمناصرة، من قبل تحالف منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية ، ويجيب على الأسئلة التي تركتها المنظمات الأخرى التي توصلت إلى نفس النتيجة. في هذا الوقت، وبفضل جهود هذا التحالف من المؤلفين والمنظمات الداعمة ، يتزايد الإجماع الدولي حول حقيقة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي القمعي. في الوقت الذي تشجع فيه مؤسسة الحق، والمجتمع الحقوقي الأوسع، بهذا الاعتراف العالمي الناشئ، يشيرون إلى أن الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، ومنطقه الإقصائي، ونقل السكان، لا يزال غائب عن التحليلات والتقارير الأخيرة عن الفصل العنصري، من قبل منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية، والدولية مثل يش دين Yesh Din، بتسّليم B’Tselem ، هيومن رايتس ووتش  Human Rights Watch ، ومنظمة العفو الدولية.

والجدير بالذكر أن هذا التقرير، يهدف إلى توسيع وكشف جذور نموذج الفصل العنصري الحالي، بما في ذلك التلاعب بنظرية العرق التي فقدت مصداقيتها في أساسها الأيديولوجي. ويدعو إلى الاعتراف بالممارسات الاستعمارية لإسرائيل، في الماضي والحاضر، واستخدامها المستمر لسياسات الاستعمار الاستيطاني ضد الشعب الفلسطيني، مع الاعتراف بالعلاقة بين النضال الفلسطيني من أجل تقرير المصير، والحركة العالمية الأوسع نطاقًا لتحرر الشعوب الأصلية، ضد كل من الاستعمار والأشكال الأخرى المرتبطة بالعنصرية الهيكلية والمؤسسية.

وضمن هذا الإطار من الانتهاكات التاريخية والمستمرة على حد سواء، تحلل هذه الدراسة الجديدة، الفصل العنصري (أﭘﺎرْتْهَيْت) كأداة للمشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني الأوسع، وليس بمعزل عن العمليات والحقائق السياقية. وتركز محتويات التقرير على إضفاء الطابع المؤسسي على التمييز المادي، من خلال النظام العنصري الإسرائيلي، بما في ذلك تاريخه التكويني، قبل واثناء بدء النكبة في عام 1948؛ والأساس القانوني للحفاظ على الفصل العنصري (أﭘﺎرْتْهَيْت) في القوانين الأساسية الدستورية الإسرائيلية، وغيرها من التشريعات والأوامر العسكرية؛ وأهمية تحقيق تقرير المصير الذي وعد به الشعب الفلسطيني منذ أمد طويل.

ومن بين الاستنتاجات العديدة لهذا التقرير، هناك استنتاج رئيسي، هو كيف أن أي وصف للوضع في فلسطين، بأنه مجرد نزاع  يتجاهل حقيقة الوضع. وديناميكية القوة غير المتوازنة، وعدوان النظام الاستعماري، والاحتلال المطول لأجل غير مسمى ، والطبيعة الاستغلالية للنزاع المنهجي للملكية، والنقل والطرد المستمر للسكان مع تجاهل تام للقانون الجنائي الدولي الراسخ، ويظهر أن سياسات إسرائيل هي أكثر من مجرد نظام فصل عنصري، وترقى إلى مستوى سياسة الاستعمار الاستيطاني في القرن الحادي والعشرين، بهدف مواصلة اقتلاع ومحو الشعب الفلسطيني من وطنه.

كما يؤكد المؤلفون أنه لا يوجد حل لهذا الوضع، طالما أن المجتمع الدولي يستمر في التغاضي عن انتهاكات إسرائيل الصهيونية، الممنهجة لحقوق الإنسان ونظام الفصل العنصري (أﭘﺎرْتْهَيْت) الاستيطاني الاستعماري، ومن خلاله، يحافظ على الوضع غير القانوني على حساب التحرير الفلسطيني. يدعو هذا التقرير المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، للعمل في معارضة مشروعة ضد نظام الفصل العنصري الاستعماري الإسرائيلي المستوطن، من خلال سلسلة من التوصيات العملية للدول، للوفاء بالتزاماتها الخارجية، بموجب مبادئ حقوق الإنسان والمعايير القطعية في القانون الدولي، بما في ذلك التعاون الدولي، لإنهاء الوضع غير القانوني.

وتدعو الاستنتاجات والتوصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعادة تشكيل لجنة الأمم المتحدة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري (أﭘﺎرْتْهَيْت)و مركز الأمم المتحدة لمكافحة الفصل العنصري (أﭘﺎرْتْهَيْت)، ومكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للإسراع بالتحقيق الجاري في الوضع في فلسطين ، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، والتي تشمل، من بين أمور أخرى، جرائم الفصل العنصري، ونقل السكان، والاستيلاء على الأراضي بالقوة، والاستيلاء على الممتلكات وتدميرها، والنهب، والاضطهاد، والقتل العمد، والقتل، والتعذيب الذي يحدث في الاراضي الفلسطينية

للتحميل: الأبارتهيد الإسرائيلي: أداة للاستعمار الاستيطاني الصهيوني (بالإنجليزية)

مصادر إضافية:

* أنظر وثيقة المعلومات الصادرة عن مؤسسة الحق.

* أنظر الرسم البياني لمعلومات فلطسين المرئية Divide and Dominate

 

الصورة: لشباب فلسطينيون تحت المراقبة عند جدار الفصل العنصري (أﭘﺎرْتْهَيْت)، الضفة الغربية ، فلسطين، المصدر: حمزة دادو

 


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN