English عن التحالف اتصل بنا العدد 17- آذار / مارس 2019 الرئيسسة
المقال الافتتاحي

المدافعة....

المواطن المتمتع بوعي جيد، هو أفضل دفاع ضد الطغيان وهي مقولة غالبًا، ما تُنسب إلى توماس جيفرسون. وهذا العدد من نشرة أحوال الأرض مخصص لهذا السبب أيضًا، بغض النظر عن المؤلف المشهور.

ولكن، لتحقيق هذه الغاية، ما هو الشيء الذي تدافع عنه نشرة أحوال الأرض ؟ المعلومات الواردة في هذا العدد رقم 17، شاهدة على الجهود المبذولة، للدفاع عن حزمة من الحقوق المعروفة عالمياً. وكما توحي اللافتة، إنه دفاع عن الأرض؛ وهذا ليس فقط كاحتياج مادي، بل كونه حق من حقوق الإنسان. فالعنصر الكلاسيكي/التقليدي للأرض، هو الأول في السلسلة السببية، التي تجعل من الممكن إعمال حق الإنسان غير القابل للتجزئة في السكن اللائق. والمنطق والقانون الدولي، يوضحون لنا،بأن حق الإنسان في السكن اللائق، بعناصره المركبة، هو أحد عناصر حق الإنسان في العيش، مستوى معيشة لائق. وعندما يتم كسر هذه الصيغة بسبب تهديد أو فعل الإخلاء القسري ، وهو انتهاكًا جسمياً لحقوق الإنسان، تعمل تلك الجهود والنضالات المسجلة في هذه الصفحات للدفاع عن حق العودة القديم. وذلك الحق، يشكل بدوره، جزءًا من حزمة أخرى من الاستحقاقات التي تشكل الحق في الانتصاف والجبر.

وعن من ندافع؟ كما هو موضح في هذه الوثيقة، فهم الملايين من اللاجئين، والمشردين، والأقليات، والمهاجرين الضعفاء، والأشخاص الذين وقعوا في الحروب وتحت الاحتلال، والفلاحين وصغار المزارعين. فهوياتهم مألوفة، لكن الأرقام تتغير باستمرار بمعدل زيادة غير مسبوق.

الدفاع عنهم من أي تهديدات وانتهاكات لحقوقهم ، قد يتساءل المرء. هذه المقالات إلى حد كبير تُجيب على هذا السؤال بقائمة جرد للعوامل، تتدرج في سلسلة من التطوير ذو الطابع الطبقي والتنمية الحضرية – كما هو في حالة الحي الصيني في بوسطن - إلى شعوب بأكملها تخضع للاستعمار الأجنبي ، ونقل السكان ، والإزالة والتطهير العرقي - كما في حالة الشعب الفلسطيني. ويتضح كذلك، من تلك الأمثلة من إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبقية العالم ، بأن النزوح، ونزع الملكية، يحدثان في سياقات متنوعة من النزاعات المسلحة، والاحتلال، وتغير المناخ، ونشاط الشركات، حتى من قبل صناعة السياحة.

كذلك هناك اختلاف فى نطاق الانتهاكات. فهذا العدد من نشرة أحوال الأرض يغطي، التشرد والخسارة داخل حي واحد في مدينة ذات مستوى عالمي (بوسطن)، وفي مناطق بأكملها: كمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث حاولنا حصد عدد المتضررين من لهم الحق في الاسترداد، و على مستوى القارة أفريقيا، حيث اجتمعت الحكومات مؤخرًا، لمعالجة أزمة النزوح القاري. استمرارا في التصاعد، يقدم كذلك العدد، تقارير عن تطوير توجيهات لمعالجة الأرض والصراع عبر عمليات الأمم المتحدة العالمية.

و فى نطاق السعي لتحقيق الانتصاف واستعادة الحقوق، فقد تنوعت كذلك، أدوات الدفاع. اعتمادًا على السياق، يستدعي ذلك، دائمًا الجمع بين القواعد والالتزامات القانونية، وأساليب وأدوات الرصد، وطرق تقييم وقياس، آثار الانتهاكات، والتقاضي في المحاكم وتوصيات السياسة العامة بما يتوافق مع كل ما سبق.

وسواء كان الهدف هو المعالجة أو الوقاية، هناك حاجة دائمًا إلى دفاع قوي. ولذلك، نتولى تلك المهمة ببعض المعلومات التي لا غنى عنها ... ضد الطغيان.

 

فريق نشرة أحوال الأرض.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN