English عن التحالف اتصل بنا العدد 14 - أيار / مايو 2016 الرئيسسة
تطورات عالمية

تبريد كوكبنا (مؤتمر باريس 21): مجتمعات خط المواجهة تقود النضال

يشكل صغار منتجي ومستهلكي الغذاء، بما في ذلك الفلاحين والشعوب الأصلية، والصيادين وجامعي الثمار، وعائلات المزارعين، والعمال الريفيين، والرعاة، وصيادين السمك وسكان الحضر جميعا المجتمعات المتواجدة على خط المواجهة التي تواجه بشكل متزايد الاستيلاء على الموارد الطبيعية والانتهاكات المنهجية لحقوق الانسان. وترتبط هذه القوة المحركة إرتباطاً عضوياً بآثار دمار المناخ، وتتأثر بها تأثرا مباشرا. مخططات الحد من آثار التغيرات المناخية والخاصة باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بخصوص تغير المناخ(UNFCCC)، والتي قُدمت بوصفها حلول لأزمة المناخ التي صنعها البشر في مؤتمر ديسمبر/كانون الأول 2015 للأطراف تسعي إلى تخفيف آثار تغير المناخ.

وقد كانت مبادرة التقارب العالمي لنضالات الأرض والمياه، حاضرة للتأكيد على أن تلك الحلول زائفة، نظراً لأنها ترتبط إرتباطاً جوهريا بتلك الموارد التي يتم نهبها والانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان. ووفقاً لحركة للتقارب العالمي، فإن ذلك المؤتمر المتخصص لم يأخذ تلك العوامل المسببة – أو علاجاتها- في الاعتبار. 

وفي مناسبة عامة عقدت في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2015، أكدَ قادة النضال من أجل العدالة المناخية على قضيتهم في الجلسات النقاشية، التي سعت إلى استبدال تلك الحلول الزائفة لأزمة المناخ من قبل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، بحلول حقيقية جذورها مترسخة في خبرات ومعرفة الشعوب. كما أقترحت مبادرة التقارب العالمي لنضالات الأرض والمياه تدابير للنهوض بالنضال من أجل تغيير منهجي.

ويعتبر التقارب العالمي لنضالات الأرض والمياه، والتي انضم لها التحالف الدولي للموئل- شبكة حقوق الأرض والسكن، مبادرة تقودها منظمات شعبية، وحركات اجتماعية، تتعلق بربط وتقوية النضال من أجل سيادة الغذاء والشعوب وحقوق الإنسان. وقد بدأت تلك المبادرة في أكتوبر/ تشرين الثاني 2014، حيث تجمعت العديد من الحركات الاجتماعية والشعبية من إفريقيا، إضافة إلى منظمات المجتمع المدني في المنتدى الاجتماعي الإفريقي، في العاصمة دكار، للاحتجاج على كافة أشكال نهب الموارد الطبيعية، وما يرافقها من انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان. 

ويضع الإعلان المؤسس لتلك المبادرة، حقوق الأرض والمياه نضال مشترك، إعلان دكار –تونس، للتقارب العالمي لنضالات الأرض والمياه، كل من الرؤية، والمبادئ، والتطلعات الخاصة بالتقارب وعزمها على خدمة تلك العملية نحو حركة قوية موحدة.

وقد عالجت مبادرة تقارب النضالات أكثر الآثار المباشرة لتلك الحلول الزائفة لأزمة المناخ الحالية التي هي من صنع الإنسان، وهي خسارة الشعوب للوصول إلى الأرض والمياه، و أكثر الموارد الطبيعية التي يعتمد عليها الناس في معيشتهم وسيادتهم على الغذاء. وأشارت كيف أن خصخصة وأمولة الطبيعة، هي نتيجة مقصودة لخطط الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ، مثل آلية خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها، والمعروفة جيدا بالإخلاء ونزع الملكية الجماعي للناس، والتي دفعت بالفعل إلى هامشية وحرمان الوصول إلى الأراضي والمياه في البيئات الحضرية والريفية، كما تواجه كذلك المجتمعات المتواجدة على خطوط المواجهة، الكوارث الطبيعية المتكررة بشكل متزايد، والتي تصاحب التغير المناخي وعدم مقدرة الحكومات الاتفاق على الحلول الحقيقية.  فتلك المعاناة ليست نتيجة لأفعالهم، في حين تدعو احدث استجابة لتطور المجتمع حالياً، المجتمعات المتضررة إلى أن يكونوا أكثر قدرة على الصمود.

وتشتق التغيرات المنهجية – وهي الحلول الحقيقية التي تعرب عنها المجتمعات على خطوط المواجهة- من ممارسات واستراتيجيات المعيشة المحلية. فالسمات المشتركة لتنوع تلك الحلول الحقيقية و المكيفة محلياً، أنها قائمة على احتياجات ومصالح الناس وتتطلب تحولاً أساسياً، بعيداً عن تلك الحلول يتم تطويرها بواسطة ومن أجل أقلية نخوبية، بما في ذلك دعوة المسئولين عن عملية الموئل الثالث إلى المزيد من التحضر.

وفي باريس، استعرضت مبادرة التقارب العالمي خبراتها الجماعية بشأن أكثر القضايا والممارسات أهمية اليوم، والتي تؤثر على تغير المناخ والحلول الخاصة به. وتشمل قضايا السدود الضخمة، الكربون الأزرق، خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها،انشطة التعدين والصناعات الاستخراجية، الزراعة في بيئة ذكية مناخياً، الطاقة الحيوية، مدن مستدامة وخالية من الكربون، قضايا المستهلك القائمة على المناطق الحضرية، و من خلال الحركة العالمية من أجل السيادة على الغذاء.     

ويقترح التقارب العالمي لنضالات الأرض والمياه، إلى صياغة ومواصلة تطوير الحلول الحقيقية من خلال حوار الخطوط الأمامية. وسعت الفعالية العامة في باريس إلى دفع ذلك الحوار من خلال إعطاء المنصة لمجتمعات الخطوط الأمامية، وضمان مساحة للتفاعل مع الحضور. وسوف يستمر ذلك النهج ليكون مرجعاً في رصد وتنفيذ الاتفاقية النبيلة لمؤتمر باريس بشأن تغير المناخ


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN