English عن التحالف اتصل بنا الاصدار 13- تشرين الأول / أكتوبر 2015 الرئيسسة
تطورات اقليمية

جعل الصحراء تزهر / زراعة الصحراء

في مارس ٢٠٠٧، عندما أعطيت غرسة تين لصديقة من الولايات المتحدة، زرعناها في فناء مدرسة السلام الإنجليزية، حيث كانت صديقتي تدرس في مخيمات اللاجئين الصحراويين قرب تندوف في الجزائر. تحدثنا وقتها عن مشاكل سوء التغذية هنا في المخيمات بسبب نقص الفيتامينات والمعادن في السلة الغذائية التي وزعها برنامج الأغذية العالمي على اللاجئين الذين وقعت بلدهم تحت الاحتلال منذ أربعين عاما. وقد اقترحت مساعدة اللاجئين على إنتاج جزء من احتياجاتهم الغذائية في حدائقهم الخاصة كحل متوقع.

هنا في مخيم سمارة للاجئين، يحتاج سكانه الذين كانوا في السابق رعاة إلى التدريب على الممارسات الزراعية، ومواد لري النباتات وحماية الثمار في ظل ظروفهم المناخية القاسية. استدعتتلك الاحتياجاتحلم بدء مشروع لزراعة الحدائقالمنزلية هنا في المخيمات، حيث يستطيع الناس إنتاج جزء من احتياجاتهم من الخضروات والفاكهة.

بعد ذلك بعام جاءت صديقتي لزيارة منزلي وقالت لي أن منظمتها غير الحكومية، منظمة غير منسيين الدوليةNFI، كانت مهتمة ببدء مشروع للحدائق المنزلية هنا في المخيمات.

وبعد إعداد دراسة ووضع خطة لمثل هذا المشروع، في أواخر عام ٢٠٠٨ قمت باستضافة عائلة أمريكية أحضرت معها بعض البذور والمال لإنشاء حدائق في المخيمات.

في أغسطس ٢٠٠٩، وصل مهندس أمريكي إلى المخيمات قبل شهر رمضان بأيام قليلة. كنت مازلت أتذكر حجم معاناته من الحرارة والصوم خلال شهر رمضان تضامنا مع عائلته الصحراوية الجديدة التي عاش في ضيافتها. بدأنا مناقشة الخطط مع محافظ أوسرد – المخيم المستهدف للمشروع - بعد الإفطار مباشرة. وقررنا في النهايةالبدء بثلاثين حديقة، بمعدل خمس حدائق لكل من مقاطعات المخيم الست.

وقد تضمنت التحديات الكبيرة العديدة الظروف المناخية القاسية، ونقص المياه وسوء نوعيتها، وتأكل التربة الرملية مع غياب المواد العضوية، وعدم تصديق العائلات أن بإمكانهم زراعة حدائق بأنفسهم.

استدعت الخطة زراعة حدائق منزلية مساحتها ١٠٠ متر مربع لكل منزل، مقسمة على جزئين. تمثل الأول في بيت زجاجي مساحته ٦ أمتار في ٤ أمتار لزراعة الطماطم، والفلفل الرومي والحار، والخس، والباذنجان والكوسا. أما الثانية فقد خصصت للمحاصيل التي لا تحتاج إلى بيئة محكمة ويمكنها أن تنمو أثناء الموسم البارد، مثل الجزر واللفت والشمندر والبصل والبازلاء والفول والكزبرة والنعناع والسلق. وتحمي الحديقة قواطع الرياح المكونة في الأساس من أشجار المورينجا وثلاث أشجار فواكه. كما قمنا أيضا بتركيب شبكة للري بالتنقيط متصلة بحاوية ماء سعتها متر مكعب على منصة بارتفاع متر.

اكتشفنا إننا يمكننا إنشاء من حديقة واحدة إلى حديقتين في اليوم. ودرب المتطوع الزائر منسق المشروع والعائلات على كيفية إجراء الصيانة الدورية اللازمة لشبكة الري. وفي وقت لاحق قمنا بتدريب الأسر على كيفية إعداد التربة للموسم التالي.

في أواخر شهر يناير بدأنا زرع بذور بطيخ مختلفة. وبما إنه لم تكن لدينا قواطع للرياح في ذلك الوقت، زرعنا صفوف من الدخن (الذرة البيضاء) بين البطيخات لحمايتها من العواصف الرملية المعتادة. خلال الموسم الأول تلقت الأسر بعض التدريب العملي الأساسي على الممارسات الزراعية المتعلقة بإدارة حدائقها، كما أكملنا أيضا تركيب الري بالتنقيط لثلاثين حديقة إضافية من حدائق الأسر.

في أواخر شهر مايو وأوائل شهر يونيو ٢٠١٠ استطاعت العائلات الثلاثون جني الثمار الأولى لعملهم. وقد شعرت بسعادة بالغة وأنا أشهد فرحتهم بالنتائج. كان ذلك أشهى بطيخ ذقته في حياتي.

في أبريل ٢٠١٠ قمنا بتصميم بيت زجاجي مساحته ٦ أمتار في ٤ أمتار وطلبنا من ورشة محلية إنتاج ٦٠ إطار معدني لنا. وفي سبتمبر حضر أصدقاء من الخارج حاملين معهم الكثير من البذور، وبدأنا أول مشروع حقيقي بستين حديقة، كما بدأنا في نفس الوقت بناء البيوت الزجاجية. وفي وقت لاحق في شهر ديسبمر استطعنا نقل شتلات الطماطم والخس والفلفل الرومي والباذنجان إلى تلك البيوت الزجاجية (الدفيئة).

مع استمرار توفير التدريب العملي للأسر، اخترنا شخص من كل مقاطعة ليكون المنسق الخاص بها. وقد تلقى هؤلاء المنسقين تدريب أكثر من غيرهم لكي ينقلوا المزيد من المعرفة إلى المستفيدين من المشروع.

تلقت الأسر على مدى ست سنوات الكثير من التدريب الذي تركز في الأساس فيما يلي:

  • الممارسات الزراعية،
  • أساليب الزراعة العضوية، مثل إعداد السماد العضوي، والتغطية (بغطاء عضوي واق)/زراعة الفرشات الواقية، ومكافحة الآفات بيولوجيا، وإنتاج الأسمدة الحيوية وإعدادات السيطرة على الآفات والحشائش، الخ
  • بعض أساسيات الزراعة المستدامة،
  • إنتاج البذور

 وجاء متطوع جديد من غير منسيين NFIإلى المخيمات في ٢٠١٣-١٤ باهتمام خاص جديد بمراحيض السماد والزراعة المائية. لم يعد المنسقون الست – فاتيماتو، وأيشاتو، وأميناتو، والغالية، وجويدة – يعملون بالمشروع نظرا لمحدودية الموارد المالية. ومع ذلك، لدينا الآن نموذج صحراوي للحدائق المنزلية المصمم وفقا لاستراتيجية تكافح البخر، علاوة على مراعاة الاستخدام الاقتصادي لمياه الري.

وقد أثارت الإنجازات التي تحققت في تلك السنوات الخمس الماضية إعجابنا حقا، حيث استطاعت معظم الأسر أن تنتج ما يزيد على احتياجها من بعض المحاصيل، وشاركت جيرانها في الفائض أو قامت ببيعه في السوق المحلي. كمل استطاع الكثيرون إنتاج بعض البذور بأنفسهم، وإعداد السماد العضوي وإنتاج بعض الأسمدة الحيوية.

مع الكثير من الامتنان لمتطوعي NFI، يعوق المشروع الآن نقص التمويل. ومع ذلك، فقد خلفت المجهودات المبذولة وراءها نتائج غير مسبوقة، وكادر من رأس المال البشري يتمتع بمهارات مكتسبة وإمكانيات جديدة وطلب متزايد بين اللاجئين الصحراويين على تلبية بعض احتياجات الغذاء بشكل مستقل.

للحصول على المزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالمهندس طالب براهيم

اتحاد المزارعين الصحراويين

تندوف، الجزائر

البريد الالكتروني: tbrahim8@gmail.com

أنظر أيضا:

الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تطلق عملية CAADP ، ٢١ ديسمبر ٢٠١٤

Sahrawi Arab Democratic Republic Launches its CAADP Process (21 December 2014)

اتحاد المزارعين الصحراويين ينوي رفع دعوى لدى محكمة العدل الأوربية بخصوص استيراد دول الاتحاد الأوربي المنتجات الفلاحية الصحراوية

(١٥ يناير ٢٠١٤)


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN