المنظمات غير الحكومية المصرية: التفكير خارج صندوق الموئل الثالث

يتمثل أحد التحديات الأكثر صعوبة في عملية الإعداد لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث المعني بالإسكان والتنمية (الحضرية) للمستوطنات البشرية المستدامة (الموئل الثالث)، في فرز وترتيب أكوام المعلومات والمعرفة والرسائل من المصادر المتنوعة. و قريباً سيشكل هذا الترابط الخطوط العريضة لجدول أعمال الموئل الجديد – الذي تسوقه الأمم المتحدة بصفته أجندتها الحضرية – لكي يتم اعتماده في مؤتمر الموئل الثالث المزمع عقده في أكتوبر ٢٠١٦ في مدينة كيتو بالإكوادور.

كما تقوم أيضا الحكومات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة و١٤ مجموعة من أصحاب المصلحة بجدول أعمال الموئل باستيعاب تراكم المفاهيم والمصطلحات والمبادئ والدروس على مدى ٤٠ عاما، والتي ستسفر عن نص متفق عليه يكرس الأولويات والاحتياجات والإجراءات التي يتم الالتزام بها فيما يتعلق بإدارة وتنمية المستوطنات البشرية (الموئل) للسنوات العشرين المقبلة.

وقد قام قطاع من أولئك أصحاب المصلحة في وقت ما بتشكيل التحالف الدولي للموئل بالمنتدى الأول للموئل (١٩٧٦) من أجل دعم جدول أعمال الموئل الاستشرافي من خلال الموئل الثاني (١٩٩٦)، والآن، نتطلع نحو الموئل الثالث. وقد لاحظ السيد جوزيف شكلا منسق شبكة حقوق الأرض والسكن الخاصة بالتحالف الدولي للموئل أن المنظمات المحلية، والحركات الاجتماعية وحلفاؤهم المقربون كانوا دائما لا غني عنهم لجدول أعمال الموئل والحوار الخاص به، حيث يعدون من بين المساهمين الأكثر نشاطا والأكثر ابتكارا وإنتاجية.

ومع ذلك، فقد تناقض تباطؤ المتابعة وتوقفها في مصر مع موجة من اهتمام الجمهور والأفكار والالتزامات في مصر بشأن قضايا الموئل التي اجتمعت معا في المنتدى الحضري المصري منذ ثلاثة شهور. فقد كان من المفترض أن تعيد وزارة الإسكان ومكتب الموئل التابع للأمم المتحدة بالقاهرة، تكوين لجنة وطنية للموئل من شأنها أن تتعاون في إعداد تقرير مصر الخاص بالموئل الثالث، وتستبدل مسودة الحكومة التي تم تقديمها ضمن المهلة الرسمية السنة الماضية. ( وعبر أنحاء الإقليم قدمت الجزائر وفلسطين و تركيا فقط، تقارير الموئل الثالث حتى الآن). وقد أعلنت سكرتارية الموئل الثالث أنها ستعترف فقط بتقارير الموئل الثالث الوطنية التي يتم إعدادها من خلال لجنة وطنية للموئل والمكونة من أصحاب المصلحة بجدول أعمال الموئل. (هناك بعض الاستثناءات لهذه القاعدة).

إحياءاً للعملية، قامت مجموعة من منظمات المجتمع المدني المعروفة بالتفكير خارج الصندوق بإحياء المشاركة المدنية في عملية الموئل الثالث تطلعا لعام ٢٠١٦. وقد اجتمعت عشر منظمات في القاهرة خلال الصيف الماضي لدراسة مساهتمها في التقارير. وبدأت مبادرة المنظمات باستعراض لعمليات الموئل منذ عام ١٩٧٦ والالتزامات القائمة بموجب الموئل الثاني. وفي أواخر شهر أغسطس تم اعتماد المبادئ التوجيهية الرسمية لإعداد التقارير لموئل الأمم المتحدة، لكي تكون متماشية وموازية للمعايير المفترضة على نطاق المنظومة.

لكن بما أن ذلك المعيار يغفل الإشارة إلى أداء أو تقييم التزامات الموئل الثاني التي لا تزال قائمة، توصلت منظمات المجتمع المدني إلى نهج هجين يجسد التزامات الموئل الثاني بقدر الإمكان داخل كل من الخطوط العريضة للتوجيهات الخاصة بموئل الأمم المتحدة. وقد وزعت المنظمات العشر مسئوليات إعداد التقارير باستخدام نموذج يضع إطار الخطوط العريضة مع دمج كل من التزامات الموئل الثاني ومعايير حقوق الانسان ذات الصلة بهدف المساهمة بأقسام تقرير تقييمي للموئل الثالث تطابق اختصاصات كل من منظمات المجتمع المدني.

وتتوقع هذه النواة من منظمات المجتمع المدني أن يكون لديها مسودة للمشاركة بها في المنتدى الوزاري العربي حول الإسكان والتنمية الحضرية عندما يجتمع في القاهرة في الفترة من ٢٠ إلى ٢٢ ديسمبر ٢٠١٥.

للاستفسار يرجى الاتصال بالبريد الالكتروني hic-mena@hic-mena.org