English عن التحالف اتصل بنا الاصدار 13- تشرين الأول / أكتوبر 2015 الرئيسسة
تطورات اقليمية

نحو منتدى لأجل صغار الفلاحين

يعتبر الاعتراف الواسع النطاق بمحنة صغار الفلاحين والعمال الزراعيين في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هو أحد النتائج التي تم استخلاصها من فعاليات منتدى الأرض التي تنظمها شبكة حقوق الأرض والسكن للأعضاء والأطراف الفاعلة من منظمات المجتمع المدني. فبجانب العواقب الناجمة عن تغير المناخ والتي أوقعت تأثيرا فريداً على ذلك الإقليم، يتشارك صغار الفلاحين العديد من التحديات الملحة والسمات المشتركة.

وتمارس قوى العولمة الضغط على صغار المزارعين من خلال الأسواق، والحكومات، للتنازل عن أراضيهم وأرزاقهم،  وغالباً ما يقترن ذلك، مع عمليات نهب الأراضي من قبل النخب السياسية والعسكرية والمحلية، إضافة إلى شركاء الأعمال من خارج الحدود الإقليمية.

ومن أكثر الأمور شيوعا عبر أنحاء الإقليم، هو تنامي الحاجة إلى التقنيات المبتكرة للحفاظ على المدخلات الزراعية، وبالأخص المياه. وفي الوقت نفسه، تؤدي الديون المعوقة إلى العديد من العواقب السلبية التي تبرز مدى الحاجة الماسة إلى حلول بديلة. كما تعتبر النتائج المترتبة على الاحتلال والنزاع المسلح إضافة إلى تلك العقبات، والتي تتزامن في عدد من بلدان الإقليم من الخليج إلى المحيط.   

ووسط تلك العوائق والأمور العاجلة، يواجه صغار الفلاحين عبر أنحاء الإقليم عقبات عدة في حقهم في حرية تكوين الجمعيات والتنظيم والتعبير. فتلك الحقوق التبعية أمر لا غنى عنه لصغار الفلاحين للبقاء والازدهار كقواعد إرساء للثقافة الوطنية، والحفاظ على البيئة وحيويتها، وإنتاج الشعوب الأصلية للغذاء لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتقوم منظمات المجتمع المدني التي تعمل مع صغار الفلاحين بعمل عصف ذهني لصياغة تصورات لدعم صغار الفلاحين في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في التشبيك وصياغة التضامن العملي، وتمكينهم من التعبير عن احتياجاتهم وحقوقهم. في حين تخللت بعض الجهود على نطاق ضيق الإقليم وعبر تاريخه لتحقيق التعاون بين صغار الفلاحين إلا أنه لم تبرز أية رؤية إقليمية لتعاون المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة حتى الآن.

إلا أنه من خلال فعاليات منتدى الأرض، استطاع المجتمع المدني أن يعزز التشخيص الإقليمي لقضايا الأرض والموارد الطبيعية، وشكل كوادر من الشركاء سواء أفراد أو منظمات استخدموا الإطار الحقوقي في رصد وتحليل قضايا الأراضي والموارد الطبيعية. وسوف تستمر جهودهم الجارية في إعلام أجندة البحث والمناصرة لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ويتزامن هذا الجهد الآن مع أنشطة حكومات إقليم الشرق الأوسط  وشمال إفريقيا من خلال إطار الأولويات الإقليمية لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والتي تعكف حالياً على وضع ثلاث مبادرات أساسية في الإقليم: ندرة المياه، المرونة والصمود (لتغير المناخ)، ودعم صغار الفلاحين. وتشكل تلك الأولويات فرصة إستراتيجية لتكامل الجهود المتقاطعة للأطراف المتعددة لمعالجة بعض التهديدات والتحديات الخطيرة التي يواجهها صغار الفلاحين في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.  

رؤية منظمات المجتمع المدني هي تقديم الدعم لمنتدى دائم يرعاه صغار الفلاحين لأجلهم، حيث يتبادلون الخبرات، ويضعون جدول أعمال للمزيد من التعاون. وتواجه تلك الرؤية تعقيدات وتحديات عدة، يرجع في جزء منها إلى أنه لم يتم القيام بمحاولة من قبل.  

 

ومن بين ذلك أيضاً، الحاجة إلى وضع تعريف لصغار الفلاحين، والذي يختلف من بلد لأخرى. ففي بعض البلدان، يندرج تحت فئات صغار الفلاحين العمال الزراعيين. ولا يزال هناك سؤال رئيسي أخر عن المنهجيات المتعلقة بطريقة الحوكمة، والتمثيل، والإدارة لمثل تلك المنتديات. وبشكل أقل غموضاً، لم تحدد بعد المجموعة المؤسسة نفسها، برنامج الأنشطة الخاص بدعم صغار الفلاحين، ومن بينها مبادرات المساعدة الذاتية.

ورغم ذلك، فإن معالم الجهد غير المسبوق لدعم صغار الفلاحين سوف تجد سبيلها للظهور، خاصة في ضوء العديد من العمليات المعيارية الجارية والتي لها تأثير على صغار الفلاحين ضمن جدول أعمال التنمية العالمية. وسوف تأخذ تلك المبادرة التشبيكية شكل أوضح في إطار الاجتماعات الفنية بين منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، ومنظمات المجتمع المدني والتي ستعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، كما اقترحت المبادرة أن تكون موضوعاً للمناقشة في المؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى الذي تقيمه منظمة الفاو في بيروت في إبريل/ نيسان 2016.

للاستفسارات والمزيد من المعلومات، يرجى التواصل على البريد الإلكتروني التالي hic-mena@hic-mena.org


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN