English عن التحالف اتصل بنا الإصدار التاسع - أيار/ مايو 2014 الرئيسسة
المقال الافتتاحي

التضامن مع الناس والأرض

مع احتفاءنا بمرور يوم آخر للأرض في فلسطين (30 مارس/آذار) بدون جبر الأضرار التي مضى عليها قرن من الزمان قوامه نزع الملكية وعدم استعادة ما نهب، هذه المرة نحتفي بالذكرى الستة والثلاثون ليوم الأرض. كرمز للفقدان المستمر للأرض، العنصر الأساسي في تقرير المصير، يأتي التضامن مع الأرض وأصحابها في فلسطين بدلالة خاصة في عام 2014.

في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2014 عام التضامن مع الشعب الفلسطيني. وبينما ظهر برنامج الأمم المتحدة لهذا العام متضمنًا تعليقات واجتماعات رفيعة المستوى حول القضية الفلسطينية، إلا أن الاهتمام بعملية استعادة الأرض الفلسطينية وهو جوهر سيادة الشعب الفلسطيني، لم يكن على المستوى المطلوب.

سجلت أحوال الأرض التطورات ومن ثم القصور في عملية جبر الأضرار المستحقة جراء احتلال فلسطين والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان للفلسطينيين. وفي هذا الصدد، نلاحظ مزيد من التكتيك لعمليات نزع ملكية الأراضي في فلسطين، وتحديدا ما يجري من تحويل الأراضي الفلسطينية إلى أماكن التخلص من النفايات، جنبا إلى جانب التواطؤ من الأطراف الخارجية الهادفة للربح والممنوعة وفق القانون الدولي. فهي والدولة المضيفة، تكون أطراف مسئولة في هذا القانون المبتكر من توسيع الحرمان. ووفق ما ورد من معلومات وتقارير، فإن هذه الأعمال لا تمضي بدون عواقب سواء للقائمين بها أو شركاؤهم.

كما يأتي عام 2014 ليكون عامًا مميزًا وذا دلالة واضحة على صعيد آخر مهم لجدول أعمال التحركات الوطنية للفلسطينيين، والصراع على الأرض. فنحن نحتفي بالذكرى العاشرة لما صدر من رأي استشاري لمحكمة العدل الدولية حول عدم شرعية جدار الفصل العنصري، لا بصفته فحسب وسيلة لنزع ملكية الفلسطينيين من الأرض والموارد، بل وكجزء من النظام المترابط للمستوطنات والفصل العنصري. وكان البنك الدولي، على هذا الصعيد، قد أفاد العام الماضي بأن الحرمان من الأراضي عبر ما تفرضه إسرائيل من خناق وحصار على المنطقة ج تسبب في خسائر تقدر بـ 3.4 بليون دولار. غير أن هذا الرقم ليس سوى كسر عشري من فاتورة جبر الضرر التي تدين بها إسرائيل للشعب الفلسطيني على مدار الزمن الممتد ومساحة الاستحواذ لجميع المواد والقيم الأخرى التي تعود بحق إلى الفلسطينيين. في قلب كل هذا تأتي الأرض، في الحضر والريف.  

في هذا العدد من نشرة أحوال الأرض نعلن عن آخر إصدارات شبكة حقوق الأرض والسكن وهو كتاب الأرض ومن عليها حصيلة إسهامات المجتمع المدني في الحوار الدائر حول صراعات الأرض وكافة القضايا المتعلقة بالأرض في المنطقة وخارجها. كما ويميز هذا العدد ويبرز نضال الرجال والنساء لضمان العدالة بين الجنسين في الوصول إلى والتمتع الكامل بالأرض في عالم المسلمين على اتساعه. وفي السياق الحضري، تعد الحيازة غير الآمنة للأرض ملمحًا شائعًا في المستوطنات اللارسمية، حيث يقدم هذا العدد أيضًا البحث الأصلي لأحد أعضاء شبكة حقوق الأرض والسكن في عد وحصر مظاهر التجاهل والإهمال والتقليل من أهمية مشكلات وهموم مجتمع بطن البقرة بغرض تقديم بديل شعبي في التخطيط نحو حلول مستدامة لحرمانهم من كافة الحقوق.

وتجسيدا لهذا الإقرار والإحقاق، وما ذكرناه من أبحاث وذاكرة تاريخية لقيم الأرض بالنسبة للإنسان، أخذت شبكة حقوق الأرض والسكن هذه النتائج لتضعها ضمن فعاليات الحوار العالمي الذي تم في سياق المنتدى الحضري العالمي في ميدلين كولومبيا. حيث تظل حيازة الأرض في قلب قضايا النضال والصراع من أجل عالم يتمتع بظروف معيشية وكرامة وحقوق. ففيما تعلم فلسطين، بمركزيتها، قيم ومعنى الأرض بالنسبة لمن عليها من ناس، فنحن بدورنا ننشر هذا الدرس في كل ما نقوم به للتمسك بهذه العلاقة الأزلية الأبدية بين الإنسان والأرض وما تحفظه من قيم وتراث وقضايا.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN