الاجتماع العالمي الأول لمنتدى الشعوب الأصلية

نحن الشعوب الأصلية في آسيا وأفريقيا والمحيط الهادي وأمريكا اللاتينية والكاريبي، ما زلنا نحافظ على هوياتنا وحضاراتنا وتقاليدنا الروحية المتنوعة. وما زالت النظم الإيكولوجية في أراضينا عمى حاليا نسبيا، وما زلنا مستمرين في لعب دور الوصي عمى التنوع البيولوجي. وتتسم نظم معرفتنا المتنوعة وممارساتنا المختلفة لكسب سبل العيش بإمكانية المساهمة والإيحاء بنماذج جديدة للتنمية المستدامة بناء على الثقافة والهوية، وبصورة متأصلة بشدة في احترام حقوقنا الفردية والجماعية.

 جاءت هذه الفقرة الافتتاحية ضمن البيان الذي خرج عن الاجتماع الأول للمنتدى الشعوب الأصلية والذي عقد في الفترة 11–12 شباط/فبراير 2013 في روما. وكان هذا المنتدى قد تأسس عام 2011 من خلال الصندوق الدولي للزراعة والتنمية International Fund for Agriculture and Development (IFAD)، وضم 32 مشاركًا من 27 دولة اجتمعوا للتعهد باحترام التنمية الذاتية والترويج لها لضمان تحقيق النمو الريفي والزراعي كمرادف للحفاظ على الثقافة والهوية الأصلية.

 وتشمل أهداف المنتدى رصد وتوثيق تطبيق سياسات الصندوق الدولي للزراعة والتنمية لمشاركة الشعوب الأصلية، وبناء الشراكات بين الصندوق والشعوب الأصلية لمواجهة الفقر والتنمية المستدامة، والترويج لمشاركة الشعوب الأصلية في أنشطة الصندوق وذلك على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وجميع مراحل تخطيط المشروع وتنفيذه.

 وتشمل التوصيات التي خرج بها الاجتماع دعوة إلى الحكومات، والصندوق الدولي للزراعة والتنمية والممثلين عن الشعوب الأصلية للعمل على نحو مشترك نحو تطوير آليات التنمية المستدامة والممارسات المثلى، للحكومات من أجل إقرار حقوق الشعوب الأصلية في الأرض والموارد/ وبناء قدرات الحكومة تجاه الحقوق الأصلية مع التأكيد على إنجاز ما جاء في إعلان الأمم المتحدة حول حقوق الشعوب الأصلية، والاعتراف بدور المؤسسات والسلطات والمنظمات التقليدية الأصلية.

 يعد هذا المنتدى مختلفًا عن الكيانات المشابهة في المستوى الدولي، وتحديدًا منتدى الأمم المتحدة الدائم حول قضايا الشعوب الأصلية في كونه مفتوحًا على المجتمع المدني باتساعه بدلا أن يكون مقتصرًا على مجموعة من الخبراء. ويبدو أن هذا المنتدى يتبنى نهجًا أكثر قربًا إلى عامة الناس فيما يتعلق بالحوار بين الثقافات وسط الجماعات الأصلية المختلفة.

 وبوصفه الاجتماع الأول لهذا المنتدى فقد كان الحاضرون قادرون على الدفع في اتجاه أجندة واضحة ومحددة وخطة للتعاون الأكبر والتنسيق وسط الحكومات والمجتمعات والمنظمات/الهيئات الدولية. ولقد جاءت بداية هذا المنتدى  قوية، مما يوحي بإمكانية المضي قدما نحو تحقيق تغيرات مهمة. غير أن التحدي الآن يتمثل في الحفاظ على التنسيق والدافع والحافز، والاستمرار في الوصول إلى جماعات أصلية عبر التحرك وفق هذه المخرجات التي توصل إليها المنتدى، وذلك بدلا من البقاء أسيري إعلان آخر جديد غير فعال ينتجه منتدى دولي.