منتدى الأرض في دورته الرابعة: المرصد الاجتماعي للأرض
نظم منتدى الأرض لمنطقة الشرق الأوسط/شمال إفريقيا أعمال الدورة الرابعة تحت عنوان من الوعود الكاذبة إلى حلول الناس في الفترة من 26 إلى 28 ماس/آذار 2013 في تونس العاصمة بأداء جديد يتميز بملامح عدة أهمها: انعقاده في تونس، بالتزامن مع المنتدى الاجتماعي العالمي، خروجه من القاهرة بعد إتمام مرحلة التأسيس النظري والحقوقي ومن ثم انطلاقه إلى تدشين المرحلة الثانية المتمثلة في تأسيس آليات التحرك والعمل الفعال وسط الناس وعلى رأسها المرصد الاجتماعي للأرض.
شارك في المنتدى هذه الدورة خمسون شخصية من الباحثات والباحثين والمناضلين والنشطاء عن بلدان وشعوب أصلية في المنطقة هي: تونس، ومصر، والمغرب، والنوبة، والعراق، والصحراء الغربية، والأردن، وفلسطين، والأكراد، والأمازيغ، ولبنان، وسوريا، والأحواز، والجزائر. فضلاً عن مشاركة نشطاء من منظمات وحركات اجتماعية عالمية وبلدان خارج المنطقة، مثل حركة عبر الريف La Via Campesina، وبلدان ساحل العاج، وغانا، ومالي، والولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، وشيلي، والبرازيل، وألمانيا، والأرجنتين، وبنين، وكندا، واندونيسيا، وكولومبيا، والمكسيك، وإيطاليا. وناقش المشاركون قاضياهم المختلفة ضمن المحاور الرئيسية التالية:
- البيئة والحق في المياه
- النضال من أجل السيادة الغذائية
- الشعوب الأصلية في منطقة الشرق الأوسط/شمال أفريقيا
- الأرض في الحضر والحق في السكن
- الأبعاد الجندرية وحقوق المرأة
- المشاركة المدنية في صنع السياسات العالمية
- الإصلاح الدستور والعدالة الانتقالية
- دروس من الحركات الاجتماعية الدولية
- الأرض والموارد الطبيعية في أوضاع الصراع والحروب والاحتلال
شهد المنتدى وجود عناصر جديدة من المعماريين والفنيين أضافوا روحًا جديدة إلى المنتدى مفعمة بحالة التغيير والمد الثوري الذي تشهده المنطقة، فضلا عن المشاركين الأساسيين المؤسسين للمنتدى منذ الدورة الأولى والممثلين لكافة بلدان المنطقة وشعوبها الأصلية.
لقد أكد المشاركون على أهمية شعار هذه الدورة من وعود كاذبة إلى حلول الناس. حيث أشاروا أن المجتمع المدني على مستوى المنطقة يشهد تحديًا مصيريًا وسط التغيرات والتناقضات التي تفرض علينا دائمًا وضع حلول وبدائل تنطلق من مصالح وحقوق وحريات الناس، وبالتالي السعي إلى إلزام الحكومات بتبني واحترام هذه البدائل خاصة بعدما شهدت المنطقة قمعا وفسادا على مدى نصف قرن أسفر عن ضياع حقوق أغلبية الشعوب وإفقارهم على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وكان الحق في المواطنة السلمية الكاملة من ضمن الأولويات التي أدت إليها نقاشات كثيرة في خضم الصراعات بين الحكومات المستبدة والشعوب الأصلية التي ترزح تحت نير الظلم والحرمان من الحقوق في ظل الدولة القومية.
وقد توصل المشاركون إلى تشكيل المرصد الاجتماعي للأرض عبر شبكة حقوق الأرض والسكن لتسيير الجهود المدنية الحالية والمستقبلية في المنطقة، وتطوير وتطبيق مناهج بحثية وتفعيل المفاهيم الخاصة بواجب الدولة في الالتزام وتحقيق حقوق الإنسان، والوظيفة الاجتماعية للملكية، وتدعيم الإنتاج الاجتماعي للموئل، والحق في المدينة مع احترام الحقوق الكاملة لصغار المزارعين والمجتمعات الريفية والشعوب الأصلية.
وعبر أنشطة المرصد الاجتماعي للأرض، سيتابع المجتمع المدني في المنطقة بناء القدرات وتعزيز المعرفة وخلق الفرص للبحث وتبادر الخبرات مع نظراء من المنظمات والحركات الاجتماعية في مناطق أخرى، وأيضًا التعليم المدني وتطوير برامج مناصرة ملائمة واستراتيجيات، وتحليل للسياسات وتخطيط بديل. وسيتم تسيير جهود خلق المعرفة المستقبلية لتطوير وتطبيق المنهجيات والمؤشرات المطلوبة في سلسلة من التقييمات الوطنية التي تطبق معايير حقوق الإنسان وتوصل رسالة ورؤية للإصلاحات الملحة المطلوبة في الأرض وإدارة الموارد الطبيعية، وكذلك السياسات العامة للتنمية في بلداننا في تحولها التاريخي الذي تشهده في هذه الحقبة.
|
