English عن التحالف اتصل بنا العدد 27 - كانون الأول/ديسمبر 2022 الرئيسسة
تطورات عالمية

مناصرة التحالف الدولي للموئل المستندة إلى التعلم: لبناء قوة مجتمعية من خلال التعلم، وتأكيدها من خلال المناصرة

نحن لا نتعلم من تجاربنا، بل نتعلم من التأمل فيها.

جون ديوي

وضع التحالف الدولي للموئل نفسه كرائد عالمي في التشبيك المدني، والتعلم، وسياسات المناصرة. فمن خلال مشروع التعلم المشترك والمناصرة الذي ينفذه التحالف الدولي للموئل، فقد انبثق التحالف من تاريخ طويل في ربط الأطراف الفاعلة من المجتمع المدني المتنوعة وفي ذات الوقت متكاملة، من خلال التعلم المشترك والمناصرة.

فقد دعم المشروع ما يسمى مساحات التعلم المشترك، باعتبارها لقاءات عبر الانترنت، متعددة الأقاليم، والجلسات، واللغات، تم تصميمها وتيسيرها من قبل أعضاء التحالف الدولي للموئل، وأصدقائه، وحلفائه. وقد أكدت تلك الفاعليات على نقاط القوة للتحالف الدولي للموئل، باعتباره منصة تعلم جماعية، من أجل التأثير على السياسات، من خلال المناصرة القائمة على القواعد وبناء المعرفة، والمعلومة المستندة إلى أدلة. كما تعزز هذه المنتديات تبادل المهارات، والخبرات، لإجراءت المناصرة، عبر الأقاليم الثلاثة، أمريكا اللاتينية، إفريقيا، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتقوم تلك المساحات بتطوير ورعاية أصول تعليمية انتقادية، مستوحاة من شخصيات تربوية بارزة، مثل سقراط، جون ديوي، روزا لوكسمبروغ، إيفان إيليش، وباولو فريري. وبهذه الطريقة، فالتعلم كما يمارسه التحالف الدولي للموئل، يعلم الابتكار وحل المشكلات، من أجل التغيير السياسي.

ومن خلال مساحات التعلم المشترك، فقد تشارك أعضاء التحالف الدولي للموئل، وأصدقائه، في تيسير عمليات التشخيص، التي تقييم بشكل انتقادي واقع كل منها، والتي في الغالب ما تكون متشابهة، بحسب مجالات التركيز المواضيعية. فقد أعطى برنامج 2021-22، الأولوية للنهج النسوية، والنهج الحقوقية فيما يتعلق بالأرض، فضلا عن، دروس تعليمية للمناصرة متعددة المجالات. وتلك العملية أعدت المشاركون بعد ذلك للمساهمة في تحويل عالمنا، من خلال تحديد الأولويات، والاستراتيجيات، والتعلم، والمناصرة لسياسات بديلة جمعاء، في كل من المنتديات المتعلقة بحقوق الإنسان أو التنمية المستدامة. وقد جسدت تلك الجلسات،  الطبيعة التعاونية والاجتماعية للتعلم و تعزيز التواصل، عبر التحالف الدولي للموئل. كما شجعوا كذلك، الوعي الانتقادي للسبل الجماعية للتفكير، والتحرك على النطاق العالمي، بحسب ركائز أعضاء التحالف الدولي للموئل المختصة بالأتي: النوع الاجتماعي، البيئة، الانتاج الاجتماعي للموئل، وحقوق الإنسان.

وقد ظهرت المرحلة الأولى من مشروع التعلم المشترك والمناصرة، والتي أشير إليها بإسم، التواصل عبر حقوق الإنسان، المتعلقة بالموئل: تحرك المجتمع المدني من أجل النوع الاجتماعي، وأثر سياسات الأراضي، 2021-22، بدعم من وكالة التنمية الكاتالونية (ACCD)، كاستجابة لتراث أعضاء التحالف الدولي للموئل من المناصرة القائمة على حقوق الإنسان، والتي تمتد عبر سلسلة مستمرة تنمية المستوطنات البشرية (الحضرية- والريفية). وقد قامت السكرتارية العامة للتحالف الدولي للموئل، بتيسير تلك العملية بالاشتراك مع شبكة حقوق الأرض والسكن، مكتب التحالف لإقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومكتب التحالف لإقليم أكريكا اللاتينية، كهيئات تنفيذية، مع مدخلات من مجموعة أكاديمية تعرف بإسم المعرفة في التحرك من أجل المساواة الحضرية (KNOW).

وقد جذبت هذه المرحلة الأولى مشاركة أكثر من 300 من أعضاء التحالف الدولي للموئل، وأصدقائه، وحلفائه، من الأقاليم الثلاثة المستهدفة وما وراءها. وقد تشارك الجميع الهدف العام، الذي من شأنه أن يؤثر على الإصلاح اللازم للسياسات المتعلقة بالموئل، ونتائج تلك السياسات، من أجل المساهمة في تحسين الظروف المعيشية والموائل للمجتمعات الحضرية والريفية المفقرة.  

وقد كان من بين نتائج المرحلة الأولى من مشروع التحالف للتعلم المشترك والمناصرة، الاعتراف بضرورة مواصلة الانخراط والتعاون المستمر فيما بين الأقاليم للعمل بشكل جماعي، على القضايا والاستراتيجيات المشتركة التي تم تحديدها، مع ضمان أن يظل كل من النهج النسوي ونهج حقوق الإنسان، متداخلين ومتكاملين على حد سواء. وقد عرض المنهج التعليمي لمساحات التعلم المشترك، الحجج للاعتراف بحق الإنسان في الأرض وتطبيقه، والوظيفة الاجتماعية للأرض (التي تعهدت الدول بالسعي إليه في الأجندة الحضريةالجديدة)، والبدائل لبرامج الأمولة، والأثار المشتركة للنظام الأبوي عبر الأقاليم، والمفاهيم الشاملة للعدالة بين الجنسين.

وقد أدى ذلك، إلى توجيه تحرك التحالف الدولي للموئل، لتشكيل مجموعتي عمل عبر الأقاليم، والتي ستعتمدان على التعلم والمعرفة بمساحات التعلم المشترك السابقة، ومسترشدين بخطة عمل استراتيجية من شأنها أن تغذي استراتيجية التحالف الدولي للموئل، للمناصرة، والحشد، والنشر على الصعيد العالمي، وفي بعض الحالات، على الصعيد الإقليمي. ومن المقرر أن تدشين تلك المجموعات عبر الأقاليم في يناير/كانون الثاني 2023.

في الفترة القادمة خلال 2023-2024، يعتزم التحالف إطلاق مرحلة ثانية من مشروع التعلم المشترك والمناصرة، التي بجانب دورها في تعميق تنسيق التحركات المحددة للحشد والمناصرة، ستعزز القوة الاجتماعية في مجالين رئيسيين: العدالة المناخية، والانتاج الاجتماعي للموئل. وبالنظر إلى النهج التراكمي للتعلم في التحالف الدولي للموئل، سيعتمد الأعضاء المشاركون في المرحلة التالية للمشروع، على مساحات التعلم السابقة، لاستكشاف الحلول ذات النهج النسوي للأزمات المناخية التي من صنع الإنسان، وكيف أن النهج المشترك بين حق الإنسان في الأرض والانتاج الاجتماعي للموئل، توجه المناخ على التوافق مع تدابير التكيف، والتخفيف، وجبر الضرر، وكيف ستتصدى تلك الاستراتيجيات المختلطة لتحديات أزمتي المناخ والسكن معاً. ومن الأمور الأساسية أيضاً في هذا التقارب، هو فهم وتعزيز ممارسة الانتاج الاجتماعي للموئل، من حيث صلته بالتزام الدول للوفاء بحق الإنسان في السكن الملائم، مع تطبيق بدائل البناء الأخضر منخفضة الكربون، على نماذج التحضر المهيمنة، والاستهلاكية للغاية.

وسيتبادل أعضاء التحالف الدولي للموئل، المفاهيم المستقلة لإنتاج وإدارة الموئل، وتحليل السياسات ذات الصلة والأمور الفنية للمناصرة، وتطوير مفهوم مشترك للعدالة المناخية، وتعزيز التضامن، ومشاركة استراتيجيات التدخل، والتحركات المشتركة، لتفعيل العدالة المناخية للمجتمعات المستضعفة، والمتضررة من الكوارث البيئية، المرتبطة بتغير المناخ والمتأثرة به.

وستشهد المرحلة الثانية، من مشروع التعلم المشترك والمناصرة، الذي يضطلع به التحالف دوراً تحفيزياً في تحقيق قدر أكبر من التقارب بين الحركات الاجتماعية، وذلك من خلال الحوار لبناء تفاهم متبادل يدمج بين النهج النسوي والتضامن عبر الحركات الاجتماعية الحضرية والريفية، وتلك التي تضم الشعوب الأصلية.

الصورة: تصميم جرافيك، تم استعراضه في الجلسة التمهيدية لمشروع التعلم المشترك والمناصرة: من تصميم: Pilar Emitxin    


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN