مشروع "نيوم": أي مستقبل سعودي جديد؟
تطورت استعدادات دولة المملكة العربية لسعودية، لإنشاء مدينة مستقبلية قيمتها نصف تريليون دولار في محافظة تبوك إلى جدل دولي كبير.
وهي تشكل جزءًا حيوياً من خطة رؤية محمد بن سلمان 2030، لأجل اقتصاد فائق التطور والتنوع، مدينة نيوم Neom المخطط لها، تأخذ اسمها من مزيج من الكلمتين اليونانية (الجديدة) νέος [n(y)ū]))، والعربية (مستقبل). ويشمل تصميمها قمرًا صناعيًا ضخمًا، وشواطئ متوهجة في الظلام، وسيارات أجرة تطير بدون طيار، والخدام الآليين، لتنظيف منازل سكان المدينة، وشبكة لجمع البيانات، بما فيها تقنية التعرف على الوجه، والطائرات بدون طيار التي تغطي المدينة بأكملها، ومتنزه ترفيهي على طراز الحديقة الجوراسية، يضم السحالي المتحركة. وصفت نيوم بأنها المدينة الذكية كما ينبغي، في قلب الشرق الأوسط.
الغريب كما قد يبدو، أن الجدل الحقيقي قد نشأ، من عمليات الإخلاء القسري الحتمي لحوالي 20000 عضو من مجتمع قبائل الحويطات الأصلية، التي سكنت المنطقة لدهور عدة ، قبل وقت طويل من توحيد المملكة العربية السعودية برعاية بريطانية قبل 90 سنة.
فقبائل الحويطات يعيقون التحرك لإفساح المجال لمدينة الدولة الجديدة، التي من المخطط لها، أن تقدم تقاريرها مباشرة إلى الملك السعودي. وقد أدت معارضتهم لعملية نقل السكان وكذلك، الدفع الملكي كتعويض، إلى حملة اعتقالات جماعية في مارس/آذار 2020 وقتل قوات الأمن السعودية، للمتحدث باسم القبيلة عبد الرحيم الحويطي في 13 أبريل 2020.
وأدى الغضب الشعبي الناتج عن جريمة الاغتيال، إلى أبعاد دولية، مع مطالبة المجتمع المدني، للشركاء الدوليين في المشروع، بالانسحاب لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان. وقد توجهت بشكل خاص، الدعوة التي استهدفت التزامات حقوق الإنسان خارج الولاية الإقليمية، إلى مجموعة بوسطن الاستشارية الأمريكية، وكذلك مكتب أوليفر وايمان ماكينزي وشركاه ومقرها لندن.
فبالإضافة إلى المخاوف الإقليمية، من سعى مشاريع مدينة نيوم، لإنشاء مسار لحركة النقل، يتجنب قناة السويس التي تم توسيعها مؤخرًا في مصر، وذلك من خلال خط سكة حديد ريد-ميد مقترح يعبر تل أبيب. وهذا الاحتمال سيشير أيضًا، إلى تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل، ذلك النظام الاستعماري الوحيد المتبقي في الشرق الأوسط.
و فى داخل المملكة ، يلاحظ المنتقدين أن قمع قبيلة الحويطات وطردهم، يعكس عدم الاحترام للمجتمعات القبلية، التي طالما هيمنت عليها الدولة السعودية وقمعتها. كما تستدعي هذه القضية أيضًا التدمير الشامل لمدينة العوامية، بالمنطقة الشرقية في عام 2017 ، والتي استرعت انتباه خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، الذين استنكروا التدمير والممارسات التي قد ترقى إلى التطهير العرقي، والمزيد من القمع ضد سكان الأقليات.
وفيما يتعلق بالجهود المستمرة، لبناء مدينة نيوم المستقبلية الذكية، قالت الناشطة علياء هايل أبوطيه الحويطي ، وهي من قبيلة الحويطات، ومقيمة في لندن، إنها بالتأكيد ليست للأشخاص الذين يعيشون هناك بالفعل! إنه للسياح والأشخاص الذين لديهم المال، ولكن ليس للأشخاص الأصليين الذين يعيشون هناك. وبالنسبة لقبيلة الحويطات، ستقام نيوم على دمائنا وعلى عظامنا.
|