الابتكار لإعادة بناء أوكرانيا:
شملت مبادرة لتوفير الموارد لإعادة بناء القرى الأوكرانية، استحواذ كندا على الأصول الروسية، ومبادرة مدنية لتحقيق هذا الهدف. يعمل تحالف السلام، وهي جمعية دولية غير ربحية تضم منظمات غير حكومية ومؤسسات أكاديمية وخبراء مستقلين في مجال استعادة السكن والأراضي والممتلكات (HLP)، على تطوير حزمة شاملة من السياسات والأدوات الفنية، والإرشادات العملية، التي تهدف إلى استعادة السلام، من خلال وضع تكلفة للحرب على أمل ردع الصراعات المستقبلية.
فقد أدى الصراع مع روسيا إلى نزوح ثلث سكان أوكرانيا، أي حوالي 14 مليون شخص، اضطروا للفرار إلى مناطق أكثر أمانًا داخل أوكرانيا أو عبر الحدود إلى البلدان المجاورة. وقد تعرض الأوكرانيون للنزوح بسبب الغزو الروسي، وتعرضت ملايين المنازل للأضرار أو الدمار. وتواجه الحكومة الأوكرانية مهمة ضخمة، تتمثل في إعادة توطين هؤلاء الملايين من النازحين، إلى منازلهم أو تعويضهم. وتتراوح التقديرات حول تكلفة إعادة بناء أوكرانيا، وتوفير التعويضات للضحايا، والعودة إلى القدرة الاقتصادية الطبيعية، بين 349 مليار دولار إلى أكثر من تريليون دولار.
تعد هذه الأرقام المختلفة نتيجة لتقييمات كلية تشمل قطاعات كاملة. ومع ذلك، قد تكون التقييمات الأكثر تحديدًا أكثر تمثيلاً للخسائر الفعلية والتكاليف والأضرار. على سبيل المثال، قياس القيم المعنية في خرق سد كاخوفكا بواسطة القصف الروسي، هو واحد من تلك الأمثلة التي أُبلغ عنها في تقرير يوم الموئل العالمي السنوي لشبكة حقوق الأرض والسكن- التحالف الدولي للموئل، لعام 2023. فتلك الكارثة وحدها، تسببت في خسائر اقتصادية وأضرار تقارب 13 مليار يورو. فالتقدير الأولي للاحتياجات الإجمالية للتعافي وإعادة البناء بعد خرق سد كاخوفكا، يقدر بحوالي 5.04 مليار دولار، لكن من المتوقع أن يزداد هذا الرقم مع إجراء المزيد من التقييمات التفصيلية. وبالنسبة لقطاع السكن وحده، تقدر الأضرار الإجمالية بين 1.101 و1.502 مليار دولار أمريكي.
وتعاني الحكومة الأوكرانية من عجز شهري في الميزانية يتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار. وكان من المتوقع أن يبلغ هذا العجز 38 مليار دولار لعام 2023، مما يترك الحكومة بدون أموال كافية لتقديم التعويضات لضحايا جرائم الحرب، أو لبدء عملية إعادة بناء البنية التحتية العامة، والممتلكات التالفة والمدمرة.
وبينما تفتقر أوكرانيا إلى الموارد المالية، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ، قرارًا يوصي بإنشاء سجل لتوثيق الأضرار التي تسبب فيها الاتحاد الروسي، وأن يتحمل المعتدي التعويض المالي لأوكرانيا عن الأضرار الواسعة التي لحقت بالممتلكات.
وقد اقترحت المبادرة التعاون مع شعبة التنمية الدولية في وزارة الخارجية الكندية، لتوزيع وإدارة الأصول الروسية المستحوذ عليها، لإعادة الإعمار في أوكرانيا، من خلال مشروع أولى، لتنفيذ عملية من المطالبات الجماعية واستعادة السكن والأراضي والممتلكات، ومدعومة بتقنيات جديدة متقدمة، وتخطيط حضري حديث. فسوف تحول النظرية إلى ممارسة من خلال تنفيذ مشاريع إعادة بناء في المدن والقرى المتضررة من الحرب في جميع أنحاء أوكرانيا.
وتجلت جهود تحالف السلام في المؤتمر الافتتاحي تجديد وإعادة بناء أوكرانيا في كييف وعبر الإنترنت، وبالتعاون مع قسم العلاقات الدولية في جامعة تاراس شيفتشينكو، في 17 أبريل/نيسان 2024. من جمع أكثر من 150 مشاركًا وأكثر من 20 مقدمًا ومناقشًا، شاركوا تجاربهم عبر ثلاث مسارات جوهرية:
القسم 1 - تمويل جبر الضرر لأوكرانيا (قدمه السيناتور الكندي راتنا أوميدفار)
القسم 2 - الديناميات الجيوسياسية والنظرة الغربية لتعافي أوكرانيا (قدمه وزير العدل السابق وسفير كندا لدى الأمم المتحدة آلان روك)
القسم 3 - خارطة طريق مستدامة وشاملة لتعافي أوكرانيا (قدمها عضو البرلمان رايان تيرنبول)
وقدمت المناقشات الكثير للتعلم فيما يتعلق باستعادة السكن والأراضي والممتلكات في أوكرانيا وعبر الأقاليم الأخرى. يمكنكم مشاهدة المؤتمر هنا.
الصورة: لقطات من طائرة مسيرة (درون) تظهر مدى الدمار الذي أحدثته القوات الروسية في قرية أندريفكا، في منطقة كييف. المصدر: سكاي نيوز.
|