نشاط المناخي في الأردنال

في يناير/كانون الأول 2024، نظمت شبكة حقوق الأرض والسكن- التحالف الدولي للموئل، وبالتعاون مع جمعية دبين للتنمية البيئية - الأردن، وهي جمعية عضو في التحالف الدولي للموئل،  ورشة عمل لـ 15 مشاركًا  ضمت ممثلين عن منظمات المجتمع المدني، والجهات الحكومية ذات الصلة، والشباب، حول منهجية الخسائر والأضرار الناجم عن تغير المناخ، في سياق التمويل الأخضر، الأردن كحالة دراسية.

وهدفت الورشة إلى تطوير أدوات فنية لتوثيق وإنتاج بيانات حول التحرك في قضية المناخ في إطار سياسات الأردن بشان التحول الأخضر. وقد شملت تلك الأدوات تطبيق مبادئ جبر الضرر، في التحديد الكمي للخسائر والأضرار، وبمشاركة المجتمعات المتضررة. و الهدف من هذا التمرين، هو المساهمة في تطوير هيئات ترتكز على الإنسان، مثل صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار (FLD). وللقيام بذلك، فإنها تستخدم المعايير القائمة لحقوق الإنسان استخداما كاملا كحد أدنى من المعايير. وقد نفذت الورشة المعايير المتاحة، كأدوات عملية لبناء الخبرة والمهارة التقنية للمجتمعات المحلية، واستنادًا إلى مبادئ العدالة المناخية، ومنهجية حقوق الإنسان المتعلقة بالموئل: السكن اللائق، والغذاء، والمياه، والأرض، والبيئة.

وقد جاءت الورشة في أعقاب قرار إنشاء صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار (FLD) ، في مؤتمر المناخ  CoP28 الذي عقد في مدينة دبي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023. ويعد هذا القرار خطوة هامة نحو تحقيق وعود الأطراف الدولية لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (UNCCC) ، التي أقرتها في مؤتمر المناخ السابق CoP27.  كما تزامن ذلك، مع الأزمات التي تواجهها عدة دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن بينها موجات الجفاف الشديد، نتيجة التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري. وتشمل المخاطر البيئية الناتجة عن موجات الجفاف، مستويات منخفضة من كمية الأمطار، مما يسهم في زيادة حالة إنعدام الامن الغذائي، واضطرار العديد من سكان البلدان المتضررة في المنطقة، إلى النزوح الداخلي أو الهجرة القسرية. وتعبير مجازي، تنشأ تلك الأزمة عند تقاطع حقوق الموئل والحرمان منها.

وتعد الأردن، التي تعاني من قلة الموارد، أحد دول منطقة الشرق الأوسط، التي تتأثر بشكل خاص بتغير المناخ، مع درجات حرارة متزايدة وأمطار أقل. بالإضافة إلى ذلك، يواجه الأردن تحديات إضافية في ضمان إعمال حقوق حوالي 3.35 مليون لاجئ (نحو ثلث عدد السكان) في الغذاء والسكن الملائم، بالإضافة إلى توفير الخدمات العامة لهم.

وفي هذا السياق، أثارت الورشة حالة الوعي بشأن العلاقة الوظيفية بين حقوق الإنسان والعمل المناخي. ووضعت الأسس لفهم مشترك حول المفاهيم الرئيسية مثل تغير المناخ، والعدالة المناخية، والتكيف، والتخفيف، وسبل الإنتصاف وجبر الضرر، والخسائر والأضرار، بالإضافة إلى الأدوات الدولية المتعلقة بالمناخ مثل UNFCCC، واتفاقية باريس، ونتائج CoP 28، وسبل الانتصاف وجبر الضرر، وغيرها.

كما تناول تبادل الخبرات في الورشة عدة مجالات ذات صلة بمجابهة (الوقاية، والتخفيف، والتكيف) للتغيرات المناخية، وتأثيراته. وقد حدد ذلك النقاش الاستراتيجي، الخطوات التالية التي ينبغي أن يتخذها المشاركون لتعميق (1) فهم المسائل المعيارية و (2) القدرات لأجل تنفيذ جراءات تخصصية، بعد الورشة وفقًا لوظائفهم المهنية الخاصة.

واستعرضت الورشة تطور مفهوم الخسائر والأضرار والذي قاد إلى إنشاء صندوق الرد على الخسائر والأضرار  (FLD)، فضلاً عن، استعراض العدالة المناخية في سياق حقوق الإنسان. وكذلك تناول المشاركون تشخيص الخسائر والأضرار الشاملة للأردن المرتبطة بتغير المناخ، والتحدي العاجل المتمثل في حماية اللاجئين ومساعدتهم بسبب الخوف المبرر من الاضطهاد والتهديدات الحيوية. واستنتجوا بأن الأردن في وضع يستدعي تطبيق مبادئ جبر الضرر، لتجنب المزيد من الخسائر والأضرار في البلاد.

كذلك، استعرض جوزيف شكلا، منسق شبكة حقوق الأرض والسكن، منهجية الخسائر والأضرار ضمن اللجنة التنفيذية لآلية وارسو، مقدمًا أهم النتائج والاتفاقيات خلال جولات مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية تغير المناخ،  ودور الدول في تفعيل وتمويل صندوق الخسائر والأضرار. كما استعرض شكلا، النقاط الرئيسية في تقريره حول تمويل التحول الأخضر في الأردن، مسلطًا الضوء على التحديات المتعلقة بالتمويل لبرامج ومشاريع التخفيف والتكيف، لتكون ذات صلة ومستدامة.

في نهاية الورشة، خلص المشاركون بتوصيات، ومن أبرزها:

1. إنشاء آلية وطنية محددة وواضحة بشكل عاجل، تشمل جميع المؤسسات الحكومية والاجتماعية ذات الصلة، لتوقع المخاطر المحتملة المرتبطة بتغير المناخ في الأردن، بهدف تجنب مزيد من الخسائر والأضرار قدر الإمكان.
2. تشكيل لجنة وطنية لتغير المناخ تضم جميع الهيئات العامة وأصحاب المصلحة المتعلقة، مما يسلط الضوء على أهم التأثيرات لتغير المناخ على جميع القطاعات.
3. تعزيز النهج التشاركي والاستشاري مع الدول الأخرى في المنطقة، للاستفادة من تجارب بعضهم البعض، وتوسيع الفرص للتمويل، وجبر الضرر، والتخفيف، والتكيف.
4. الاعتراف والتأكيد على الدور المحوري لمنظمات المجتمع المدني التي تربط بين المجتمع وصناع القرار، من أجل فهم احتياجات المجتمع  بشكل أفضل، ومن خلال أوراق السياسات، والتقارير التي تعكس الوضع على الأرض، والأولويات لأجل سبل الانتصاف.

الصورة على الصفحة الأمامية: خريطة المناطق المتأثرة بتغيرات المناخ في الأردن. المصدر: Beck, H.E., T.R. McVicar, N. Vergopolan, A. Berg, N.J. Lutsko, A. Dufour, Z. Zeng, X. Jiang, A.I.J.M. van Dijk, D.G. Miralles, “High-resolution (1 km) Köppen-Geiger maps for 1901–2099 based on constrained CMIP6 projections,” Scientific Data 10, 724 (climate change in Jordan, 2016), http://www.gloh2o.org/koppen.

الصورة على هذه الصفحة: محمد غزال، “تغير المناخ سيضرب الأردنيين الفقراء بشدة، تسهيل عملية التمويل أمر حيوي لبناء القدرة على التكيف،” الأردن تايمز (6 سبتمبر 2022)، https://jordantimes.com/news/local/climate-change-hit-impoverished-jordanians-hardest-streamlining-funding-process-vital.