الثنائية/المثنوية

الثنائية: في أبسط معانيها، الثنائية هي (1) تقسيم شيء من الناحية المفاهيمية إلى جانبين متعارضين أو متناقضين، أو حالة انقسام، أو (2) النوعية أو حالة ازدواجية؛  أي الثنائية.  بعض الثنائيات تشمل العقل والجسم، أو العقل والمادة.

الثنائية/ الازدواجية الأخلاقية هو الاعتقاد بالتكامل، أو الصراع بين، المحب والحاقد.  أي: الخير والشر. تشير الثنائية المسيحية إلى الاعتقاد بأن الله والخلق متميزان ومختلفان ، لكنهما مترابطان من خلال رابطة غير قابلة للتجزئة.  وقد اوضح Émile Durkheim ان البشرية ذات طبيعة مزدوجة ، تتكون من الجسم (الفرد) والروح (الاجتماعية).  وتتبنى   مدرسة Dvaita Vedanta للفلسفة الهندية ثنائية بين الله والكون من خلال التنظير لوجود واقعين منفصلين .   وفي اسطورة نينيتس  Nenets myth ، لشعوب ساموييد (سيبيريا) ،يتعاون  Num وNga  ويتنافسان مع بعضهما البعض ، لخلق الأرض.

الاستخدام الأكثر شيوعا للمصطلح والأكثر صلة وارتباطا بالبيئة والموئل يشير إلى الاعتقاد في وجود ثنائية بين الإنسان والطبيعة.  هذه الثنائية، المتجذرة في الفكر اليهودي المسيحي،  تتجلى في الهيمنة الاستعمارية على العالم الطبيعي وأولئك الذين يعيشون فيه. تم توطيد الفكر الاجتماعي في أوروبا في القرنين 16 و 17 ، والذي تبناه واعتنقه فلاسفة مثل رينيه ديكارت   و   إيمانويل كانت ، حيث بنى الإنسان/ الطبيعة هوة ذهنية دائمة بين الإنسان والطبيعة ، مما يبرر الاغتراب البشري عن العالم الطبيعي والهيمنة الهرمية عليه.

  وقد ألهمت عواقب النمو السكاني واستغلال التصنيع المسرف للأرض والطبيعة مع مرور الوقت، بما في ذلك تغير المناخ، التفكير فيما وراء ثنائية الجنس البشري/الطبيعة إلى رؤى أكثر تكاملا لمجال الحياة الذي يعتمد عليه بقاء البشرية.  وقد أدى هذا إلى دعوات أكثر حداثة - بعضها يردد اصداء الثقافات الأصلية التي تعود إلى آلاف السنين - تسعى إلى تفعيل التصحيح اللازم لهذة الثنائية بين الإنسان والطبيعة باعتبارها ثنائية قديمة/ عفا عليها الزمن. ويوجد تعبير عن هذه الدعوة العاجلة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لعام 2022 حول الانسجام مع الطبيعة  “Harmony with Nature” report و قرار الجمعية العامة الأخيرالذي يحمل نفس الاسم.