تواصلية التجانس الحضري الريفي Urban-rural continuum
مع تزايد صعوبة الفصل والتمييز بين المناطق الحضرية والريفية ازديادًا مضطردًا، يأتي استخدام مصطلح تواصلية التجانس الحضري الريفي، ليؤكد عدم وجود نقاط فصل مميزة بين ما هو حضري وريفي. وتعريف كلمة تواصلية أو سلسلة متجانسة continuum، تعني بالإنجليزية كل متجانس يتصف كمجموعة أو تسلسل أو تطور من القيم أو العناصر تتنوع بدرجات دقيقة. ومن ثم فإن تواصلية التجانس بين الريف والحضر يفترض وجود تدرج بين المدن والمجتمعات الريفية، مع وجود تنوعات كثيرة في حجم المجتمع، وأنماط الحياة، والثقافات والمستوطنات بينهما. وقد أصبح هذا المصطلح مهمًا وعلى نحو متزايد في المنتديات الدولية، حيث يكافح صانعو السياسات، وهيئات التنمية، ومنظمات المجتمع المدني، لمواجهة ملابسات وتحديات الواقع المكاني، والاجتماعي، والاقتصادي، لتحقيق تنمية متكاملة بين المناطق الريفية والحضرية، فضلا عن التكامل الاجتماعي.
بهذا المعنى، من الأهمية ألا يكون مصطلح تواصلية التجانس الريفي الحضري مصاغًا كمفهوم يمثل بنية خطية، أو كتدرج بسيط، أو كنوع من الخفوت أو التلاشي من المدن الكبرى العملاقة، إلى المزارع الريفية، على سبيل المثال. وفي الواقع، فإن المستوطنات البشرية تعد تركيبة معقدة ذات عناصرحضرية وريفية تمتزج وتتزايد تزايدًا متواصلاً. وفي استعادة هذا المصطلح لفحواه الإيجابية، يصر ممثلو المجتمع المدني والمؤيدين للتنمية المتكاملة، على أن تواصلية التجانس الريفي الحضري، ينبغي أن تدل على العلاقة بين ضواحي المدن، والمراكز الحضرية، والمناطق الزراعية، وغيرها من أشكال الموئل البشري كافة، والتأكيد على الحاجة إلى مقاربة المناطق في تعقيداتها الواقعية، بأكملها، ونقل الشعور بالتعايش الريفي الحضري، بدلا من تقليم الانقسامات المصطنعة غير المستدامة.
|