مؤشرات التنمية

بشكل عام،المؤشر هو معيار متغير قابل للقياس، ناتج عن أي عدد يعبر عن القيمة. يُستخدم المؤشر، لتمثل عامل أو كمية ذات صلة، التي لا يتم قياسها أو عدم قياسها بالمعنى المادي، مثل الأرقام أوالحجم أو الوزن. فعلى سبيل المثال، يُستخدم مؤشر سعر الاستهلاك بمثابة مؤشر على الكلفة العامة للمعيشة، التي تتكون من عوامل عدة مجتمعة، بعض منها قد يكون نوعي- وليس كمي- في طبيعته، وبالتالي، لا يتم تضمينه أو حسابه، لإنتاج مؤشر سعر الاستهلاك.

 المؤشرات هي أجهزة إحصائية عامة يتم توظيفها في المجالات الاقتصادية، والتنموية، ومراقبة المشاريع وتقييمها، ضمن مجالات أخرى. وهناك ثلاثة أنواع من المؤشرات هي الأكثر شيوعاً: (1)الهيكلية، (2) العملية و (3) نتيجة المؤشرات. الأول يعكس الظروف السائدة قبل التدخل، بينما يعبر الثاني، عن الجهد المبذول والتقدم، نحو الهدف أو الغاية أثناء التدخل. أما النوع الثالث من المؤشر، فيعبر عن درجة تحقيق النتيجة المرجوة.

 و في سياق التنمية، تسعى الأجندة العالمية للتنمية المستدامة 2030، إلى تحقيق تغيير إيجابي، عبر سبعة عشر هدفاً للتنمية المستدامة، والتيتنقسم إلى 169 مقصد. وكل مقصد من تلك المقاصد، تعتبر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والوكالات المستندة إلى الميثاق، هم صانعي القرار الرئيسيين، لتحديد واحد أو اثنين من المؤشرات المقبولة عالميا لقياسها. وحتى الآن، يبلغ إجمالي مؤشرات أهداف التنمية المستدامة 232.

 وفي حالة مؤشرات التنمية المستدامة، تهيمن نُهج البيانات الضخمة، على اختيار البيانات المقابلة لكل مؤشر والتقاطها بشكل نهائي، وتسعى هذه النُهج إلى مساعدة الأساليب الإحصائية التقليدية، في جمع، وتحليل البيانات، لدعم حساب أهداف التنمية المستدامه. كما أنها تهدف إلى الاستعاضة عن الدراسات الاستقصائية العرضية المكلفة، للإحصاءات التقليدية بمعلومات أرخص في الوقت المناسب.

 وحتى الآن، فإن معظم مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، التي تم تحديدها والاتفاق عليها، هي مؤشرات هيكلية، دون أن تكتمل عمليتها ومحصلة نتائجها. وهذا يعقد التقييم النهائي، للجهد، وقياس التغيير، طوال مدة سياسة التنمية العالمية (المنتهية في عام 2030).بينما لا يزال تطور مؤشرات أهداف التنمية المستدامة قيد التنفيذ، فإن المؤشرات الأقل تطوراً في وقت نشر هذا المقال هي تلك المتعلقة بإدارة وتنظيم الأراضي. (أنظر مقالة التسابق نحو مؤشرات الأراضي في هذا العدد.)