30 آذار/مارس يوم الأرض رمز النضال في زمن نهب الأراضي!

إن مواد العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أحد آليتي تطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تبدأ بحق تقرير المصير، والذي يعتبر أساس حقوق الإنسان. فالمادة الأولى تنص على أن لجميع الشعوب، سعيا وراء أهدافها الخاصة، التصرف الحر بثرواتها ومواردها الطبيعية دونما إخلال بأية التزامات منبثقة عن مقتضيات التعاون الاقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة وعن القانون الدولي. ولا يجوز في أية حال حرمان أي شعب من أسباب عيشه الخاصة.

في العام الذي تم إعلان العهد فيه موضع تنفيذ، قامت القوات الجيش الإسرائيلي والقناصة باغتيال ستة من الشباب الفلسطينيين الذي كانوا يعبرون عن احتجاجهم لمصادرة إسرائيل لأرض شعبهم وسائل العيش. وكان موضوع الاحتجاج يوم الثلاثين من شهر آذار/مارس عام 1976 قطعة أرض من 5000 هكتار من الأرض الفلسطينية العربية بين قريتين من قرى  الجليل الأصلية هما سخنين وعرابه. ولكن، حرمان الفلسطينيين من أرض وطنهم تعد أكبر من ذلك بكثير، ومازال مستمرًا. وبالتالي، فإننا نحتفل هذا العام بالذكرى السابعة والثلاثين ليوم الأرض وكثير من الفلسطينيين ممن سقطوا دفاعًا عن وطنهم.

لقد كان العيد الأول ليوم الأرض حدثًا محوريًا في الكفاح على الأرض وعلاقة المواطنين العرب بدولة إسرائيل. وقد كان لهذا الحدث دلالة خاصة بوصفه الأول منذ عام 1948 الذي يقوم فيه الفلسطينيين في إسرائيل بتنظيم أنفسهم في استجابة جماعية وطنية ردًا على السياسات الإسرائيلية لنزع الملكية. ومن وقتها فإن الفلسطينيين يحتفلون كل عام على مستوى العالم ويظهرون أن الشعب والأرض كل في واحد.

إن المستعمرون مازالوا مستمرون في حرمان الشعب من أرضهم على طول فلسطين، حيث تتواتر نضالات الأرض أيضًا في مناطق أخرى. وفي هذا اليوم، فإن نهب الأراضي وما تسفر عنه من حرمان قطاع عريض من الناس في كل قارة وبلد يعد من المسائل المميزة لعصرنا.

لقد تميز العدد الافتتاحي لنشرة أحوال الأرض باستعراضه لملامح النضال المستمر من النقب داخل إسرائيل إلى الشعوب الأصلية في كل مكان. وهذا العدد يتمم ويحدث المعلومات والبيانات بأهم التطورات على مستوى إقليم الشرق الأوسط/شمال أفريقيا والعالم.

وبما أن هذا اليوم يأتي ضمن دورة فصل جديد من الربيع العربي، فإنه يعطينا أيضًا وقفة للتركيز على بروز نضالات الأرض في منطقتنا، ليس على الأقل ما يتضمنه ذلك من الأرض كموضوع لصياغة ووضع سياسات جديدة، وبناء مؤسسات وتشريعات وإصلاح دستوري. فبعض القراء سيميزون هذا اليوم يوم الأرض بأعمال وتحركات سلمية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على المؤسسات المسئولة عن نزع الملكية من الفلسطينيين وحرمانهم من الأرض وكافة حقوقهم. بينما مازال قراء آخرون يتطلعون إلى التزامات جديدة للوصول المتكافئ والمتساوي للأرض والموارد الطبيعية في العمليات العالمية والمنتديات المنتظرة. هذا العدد من أحوال الأرض عن يوم الأرض يتضمن هذه التطورات والموضوعات المذكورة بالتركيز على فلسطين، قضية ورمزًا مستمرًا للنضال من أجل الأرض في كل مكان.