English عن التحالف اتصل بنا الاصدار السابع -آب/ أغسطس 2013 الرئيسسة
تطورات عالمية

الجوع بين الإنتاج والإرادة السياسية

شهدت قضايا الجوع طفرة اهتمام حديثة على المستوى العالمي قد لا تتناسب مع شدة الأزمة ولكنها جديرة بالملاحظة والتدعيم، خصوصا مع ازدياد نشاط بعض هيئات الأمم المتحدة مثل منظمة الأغذية والزراعة والمؤتمرات المتخصصة في التنمية المستدامة، في تحديد أجندة جديدة لمقاومة الفقر ومظاهره الأساسية المختلفة وعلى رأسها الجوع، وقد شهدت بعض الدول تحقيق تقدم ملحوظ في محاربة الجوع باستخدام سبل قائمة على العدالة ورأب الصدع الاجتماعي بين ما هو رسمي ومسئولية دولة وبين ما هو لا رسمي وجهود مجتمع مدني.

نحن علي قناعة تامة بأنه من الممكن القضاء على الفقر المدقع في البرازيل بحلول عام 2015. هكذا أكد انطونينو ماركيس بورتو، سفير البرازيل لدى منظمة الأغذية والزراعة بمناسبة انعقاد مؤتمر المنظمة الأممية في روما في الفترة 15–22 حزيران. وأفاد أن بلاده تنفذ في الوقت الراهن برنامج البرازيل بدون بؤس لمواصلة النجاح الذي أحرزته في إطار برنامج صفر جوع الذي أطلقه الرئيس البرازيلي السابق، لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، وساعد علي انتشال ما بين 30 و40 مليون مواطن برازيلي من براثن الفقر.

شمل هذا البرامج شمل- ضمن أمور أخرى- تحويلات نقدية إلى الأسر الأكثر فقرا شريطة إلحاق أطفالها بالمدارس وتلقيحهم ضد الأمراض، وفقا للسفير البرازيلي الذي أضاف أن برنامج صفر جوع وفر أيضًا الائتمانات الريفية والاستثمارات في المزارع الصغيرة.

وشرح انطونيو بورتو أن من الإجراءات الأساسية لهذا البرنامج توفير وجبات غذائية مجانية للأطفال الفقراء في المدارس، تشتريها الدولة من المزارع العائلية، وبهذه الطريقة دعم البرنامج الدعم صغار المزارعين المحليين وقدم في الوقت نفسه تغذية جيدة لأطفال الأسر ذات الدخل المنخفض.

في هذا الشأن، صرح لوكا كينوتي -من منظمة أوكسفام إنتر ناشيونال- أن نجاح برنامج صفر جوع البرازيلي يرجع إلي ثلاثة عناصر: القيادة القوية للرئيس لول دا سليفا، شراكة واسعة النطاق في وضع البرنامج وتنفيذه -شملت الوزارات والمجتمع المدني وممثلي صغار المزارعين والعمال الريفيين - والتحول نحو اقتناء معظم مشتريات القطاع العام من الأغذية من المزارع العائلية.

على صعيد آخر وفي السياق ذاته، محاربة الفقر والجوع، عقد في 16 تموز/يوليو 2013 وبدعوة من خدمة الاتصال غير الحكومية في الأمم المتحدة، مشاوارة مغلقة عبر الهاتف ضمت ممثلين عن 16 شبكة إقليمية من المجتمع المدني في العالم العربي، من بينها شبكة حقوق الأرض والسكن- التحالف الدولي للموئل. وذلك لمناقشة والرد وزيادة المساهمات التحليلية، من خلال الاستجابة للتقارير الأربعة التي قدمت مؤخراً إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة حول جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015:

  1. تقرير الفريق الرفيع المستوى من الشخصيات البارزة حول جدول الأعمال الإنمائي لما بعد عام 2015
  2. تقرير شبكة حول التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDSN)
  3. تقرير الميثاق العالمي للأمم المتحدة  (UNGC)
  4.  تقرير الأطراف الإنمائية للأمم المتحدة  (UNDG) النقاش العالمي يبدأ

 وكان مدير منظمة الفاو جوزيه غراتسيانو دا سيافا وفي المؤتمر نفسه في شهر حزيران/يونيو قد ضاف أنه .. إذا واصلنا النظر إلى الجوع من زاوية الإنتاج الغذائي وحده، فلن نحصل على حل المشكلة... وشدد علي الحاجة أيضا إلى تحسين النظام بأكمله، بما في ذلك الشراكة مع الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة الآخرين. ونبه دا سيلفا إلي أن الوقت قد حان بالتالي لاتخاذ الخطوة التالية، ألا وهي تطوير ميزانية المنظمة، مضيفا أنه على مدى السنوات العشرين الماضية، فقدت ميزانية المنظمة 27 في المئة من قيمتها. وعلي الرغم من ذلك، ليست كل الدول الأعضاء، وخاصة كبري البلدان المانحة، توافق علي هذا الطلب.

لقد نجحت ثمانية وثلاثون دولة، منها ثلاث دول عربية، في تقليص عدد المعانين من سوء التغذية إلي النصف، في إطار الهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية، من تلك البلدان، حققت 18 دولة هدفا أكثر صرامة، ألا وهو خفض العدد المطلق للجياع في أراضيها. هذه البلدان هي: أرمينيا، أذربيجان، كوبا، جيبوتي، جورجيا، غانا، غيانا، الكويت، قيرغيزستان، نيكاراغوا، بيرو، جزر سانت فنسنت وغرينادين، ساموا، سان تومي وبرينسيبي، تايلند، تركمانستان، فنزويلا، وفيتنام.

كذلك فقد نجحت عشرون دولة أخري في تقليص انتشار الجوع (وليس العدد المطلق للجياع) بين شعوبها بمقدار النصف أيضا. هذه الدول هي: الجزائر، أنغولا، بنغلاديش، بنين، البرازيل، كمبوديا، الكاميرون، تشيلي، جمهورية الدومينيكان، فيجي، هندوراس، إندونيسيا، الأردن، ملاوي، جزر المالديف، النيجر، نيجيريا، بنما، توغو، وأوروغواي.

هذا ولقد أشاد المشاركون في مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة بالرئيس الفنزويلي الجديد، نيكولاس مادورو، الذي لخص مسار بلاده للحد من انتشار الجوع من 13.8 في المئة إلى 2.4 في المئة على مدى العقد الماضي، مؤكدا على الدور الأساسي الذي لعبه الرئيس الرحل هوغو تشافيز في هذه المعركة.

وأضاف الرئيس الفنزويلي لوكالة إنتر بريس سيرفس، اننا نطلب من منظمة الأغذية والزراعة مساعدتنا في إنشاء نظام لحماية وتحقيق استقرار الإمدادات الغذائية بصورة دائمة...

وعلى وجه الخصوص، أثنت منظمة الأغذية والزراعة علي سياسات توزيع الغذاء التي نفذتها فنزويلا منذ أول حكومة للرئيس الراحل هوغو تشافيز (الذي حكم البلاد في الفترة1999–2013). واعتبرت منظمة الفأو أن الشبكة الفنزويلية لتوزيع الأغذية المدعومة الأفضل في العالم. وعلاوة على ذلك، تمكنت فنزويلا البلاد من تحقيق زيادة بنسبة 50 في المئة في السعرات الحرارية اليومية للشخص الواحد، وتخفيض معدل الوفيات بسبب سوء التغذية بين الأطفال دون سن السنة الواحدة، من 117 لكل مئة ألف ولادة حية في عام 1997 إلى 18 في كل مئة ألف في عام 2010.

 وفي ضؤ هذه الأمثلة الإيجابية، من بين المكونات الأساسية في الكفاح ضد الفقر والجوع، هي الإرادة السياسية.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN