المؤتمر السادس لمجموعة الالتزامات الخارجية للدول

عقد ائتلاف مجموعة الإلتزامات الخارجية للدول دورتها السادسة ضمن فعاليات مؤتمر (فيينا +20) حول أوضاع حقوق الإنسان بالعاصمة النمساوية فيينا، والذي عقد في الفترة من 25-26 يونيو/حزيران 2013. وجاء هذا الحدث بسبب حضور عدد كبير من أعضاء مجموعة الالتزامات الخارجية للمشاركة بشكل فاعل في الذكرى السنوية العشرين لمؤتمر برنامج عمل فيينا حول حقوق الإنسان في عام 1993، معتبرين أن مجموعة اللالتزامات الخارجية هي علامة على تطور أفاق مجتمع حقوق الإنسان منذ عام 1993.

استضاف مقر الاتحاد الأوربي الحدث وانقسم إلى جلستين: الأولى كانت اجتماع مغلق، وناقشت الورقة المقدمة من اللجنة التوجيهية لمجموعة الالتزامات الخارجية للدول، والتي تعكس التقدم والتوصيات باجراء تغييرات، وفي اليوم التالي عقدت الجلسة الثانية وكانت علنية.

وقد أثارات الورقة المقدمة من اللجنة التوجيهية، مناقشات مستفيضة في الجلسة المغلقة لمجموعة الالتزامات الخارجية. حيث أشارت إلى التقدم والحماس، والذي أنعكس على الموقع الإلكتروني لمجموعة الالتزامات الخارجية، والشعار الخاص بها، إضافة إلى المؤتمرات البناءة التي عقدت على المستوى العالمي والإقليمي في مدن (ليما، بانغول، كاتماندو، فيينا+20) على مدار العام الماضي. كما ذكرت أن الاجندات المشتركة للمجموعات الإقليمية، كانت طموحة بشكل ملحوظ للسنة الأولى، على الرغم من أن مصادر الدعم ليست كافية لعمل المجموعات الإقليمية. أوضحت أيضاً اللجنة التوجيهية بأن هيئة السكرتارية لمجموعة الالتزامات الخارجية، وهي مستضافة حالياً في مقر الشبكة الدولية لمعلومات الغذاء أولاً، أخذة في التطور من ضمنها البدء في إعداد طاقم عمل من المدربين والعاملين في السكرتارية بنهاية شهر أغسطس/آب 2013.  

كما تم اختيار عضوين للجنة الإنتخابات (عضو أكاديمي، وعضو ممثل منظمات المجتمع المدني)، لإدارة انتخابات أعضاء اللجنة التوجيهية. ووافق المؤتمر بالإجماع على اختيار كلا من (ليليان شنوي) Lilian Chenwi، من جامعة ويتس بجنوب أفريقيا، وUte Hausmann (يوتا هوسمان) ممثل فرع شبكة معلومات الغذاء أولا بألمانيا، لإدارة لجنة الانتخابات. ولسوء الحظ، لم تكن هناك فرصة لانتخاب ممثلين عن إقليم شمال إفريقيا والشرق الأوسط للجنة التوجيهية جتى الآن، بسبب عدم حصول المنظمات الإقليمية العاملة على مبادئ الالتزامات الخارجية بشكل رسمي على العضوية؛ (عمل التحالف الدولي للموئل لإقليم شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ضمن مجموعة الالتزامات الخارجية للدول، واتخذت المسئولية لتغطية القضايا في إقليم شمال إفريقيا والشرق الاوسط، ولكن يتعامل ائتلاف مجموعة الالتزامات الخارجية معها باعتبارهم من الشركاء الدوليين، لأن هناك ممثلين عن التحالف قد انضموا من أقاليم اخرى).

ناقش المشاركون في المؤتمر الدعوة الموجهة لمجموعة الالتزامات الخارجية، لعقد اجتماعها القادم ضمن فعاليات المؤتمر النهائي للعولمة والتزامات حقوق الإنسان عبر الوطنية، والذي سوف يعقد في مدينة توركو بفنلندا، في الفترة من 27-29 مارس/ أيار 2014. فيما نصح الحضور اللجنة التوجيهية، للتشاور مع أعضائها لإيجاد أطراف من خارج أوروبا أو العالم الشمالي، لاستضافة المؤتمر السابع لمجموعة الالتزامات الدولية. وقد كان أحد تلك الاقتراحات حول البحث في مدى امكانية استضافة المؤتمر القادم في القاهرة، أو أي مكان أخر في إقليم شمال إفريقيا والشرق الأوسط، للمساهمة في تطوير العضوية، والقضايا الخاصة و تناول المفاهيم الخاصة بقضايا اللالتزامات الخارجية في الإقليم.

وفي الجلسة العلنية للمؤتمر، رحب ثورستن جوبل Thorsten Göbel ممثل منظمة خبز للعالم (Brot für die welt)، بالمشاركين واستعرض الغرض من الجلسة الثانية لمؤتمر اللالتزامات الخارجية. فيما قدمت آنا ماريا سواريز فرانكوAna Maria Suarez Franco ، ممثلة شبكة معلومات الغذاء أولاً(FIAN)، التاريخ الحديث لمبادئ الالتزامات الخارجية، والرجوع إلى الوقت و الأسباب التي دعت لإنشاء ائتلاف مجموعة الالتزامات الخارجية. كما تحدث نيكو لويزيني Niko Lusiani ، ممثل مركز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، عن العلاقة بين مبادئ الالتزامات الخارجية، والإدارة المالية والضريبية لعمليات النقل الدولية، وفرض منطقة الترويكا للاتحاد الأوربي تدابير التقشف في بعض الدول الأوربية المحددة، وهيئات التصنيف الائتماني، وشركات المحاسبة، وتشارك المسئوليات بين الدائنين العام منهم والخاص. إضافة إلى الالتزامات الخارجية لأعضاء صندق النقد الدولي، فيما صرحت بريد برينان Brid، Brennan، من شبكة المؤسسة العابرة للأوطان ( Transnational institute)، عن أهمية مبادئ الالتزامات كشكل من أشكال الحماية فيما يخص تحميل المسئولية للشركات عبر الوطنية. أيضا استعرض بريت ثيلي (Bret Thiele)، ممثل المبادرة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (Global Initiative for ESCR)، كيفية تطبيق مبادئ الالتزامات الخارجية للدول المعروفة بمبادئ (ماستريخت) في المؤسسات المالية الدولية، وأعضائها من الدول، حيث ذكر كيفية عمل المجموعات الإقليمية للالتزامات الخارجية المعنية بالتنمية والمؤسسات المالية الدولية، للحصول على آليات الأمم المتحدة، والاجراءات الخاصة لتوضيح بشكل كامل على ان المؤسسات المالية الدولية عليها التزامات حقوقية خارج نطاق الولايات الإقليمية لدولها الأعضاء. كذلك، قدم فلافيو فالنتي (Flavio Valente)، من شبكة معلومات الغذاء أولاً (FIAN)، مداخلة قصيرة أكد من خلالها على أن هناك فقرات عديدة من إعلان فيينا +20 لمنظمات المجتمع المدني، مشار إليها في مبادئ الالتزامات الخارجية للدول.   

من جهة أخرى، تحدثت ساندرا راتيجن (Sandra Ratjen) من محكمة العدل الدولية، أن أهمية بعض بنود الإعلان الخاصة بالمسألة والإنصاف والأولوية لمبادئ الالتزامات الخارجية للدول، ليست فقط ضمن مجال التجارة والاستثمار، فالمسألة والانصاف لاتزال قضية مرتبطة بمخاوف وجهود في نهاية الأمر، لتطبيق الالتزامات الخارجية على النظام الحالي لحقوق الإنسان، إضافة إلى وضع تصور حول كيفية اقتراح آليات جديدة مثل خطة أهداف التنمية المستدامة بعد عام 2015، والمحكمة العالمية لحقوق الإنسان من خلال مؤتمر وإعلان فيينا +20 لمنظمات المجتمع المدني.

وأكد الحضور في المناقشة، على ضرورة عمل مواد ترويجية عن الالتزامات الخارجية ومبادئ ماستريخت في شكل مبسط للحركات الاجتماعية. وعلى نحو استراتيجي وضع المشاركون أولوية للحد من الافلات من العقاب للعديد من الحكومات والاطراف غير الحكومية، حيث أن فكرة المحكمة العالمية لحقوق الانسان يمكن أن تكون وسيلة انصاف. فيما توقع جوزيف شكلا منسق التحالف الدولي للموئل، هدف أخر طويل المدى لنشاط ائتلاف مجموعة الالتزامات الخارجية للدول متعلق بإصلاح قواعد السلوك للسياسات الخارجية بما يتماشى مع التزمات الدولة الحقوقية.