English عن التحالف اتصل بنا الاصدار 4 - تشرين الأول/أكتوبر 2012 الرئيسسة
تطورات اقليمية

فلسطين ستظل موئل الفلسطينيين ... كراماً على أرضها ... أو شهداء تحت ترابها

مع إطلالة ذكرى اليوم العالمي للموئل ... يزداد خناق الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين شعباً وأرضاً.

هذا الاحتلال الذي لم يكن يمتلك قبيل تأسيس دولته أكثر من 8% من ارض فلسطين التاريخية على شكل مستعمرات زراعية شجعها ووفر لها الدعم والحماية الانتداب البريطاني ... أصبح الآن لا يعرض على الفلسطينيين أكثر من 8% في معازل بشرية لا تحتمل.

هذا الاحتلال الذي هجر ودمر حوالي 480 مدينة وقرية وخربة فلسطينية آنذاك منها 38 قرية تابعة للقدس لوحدها وهجر حوالي ثلاثة أرباع مليون فلسطيني من موئلهم وأرضهم ... ودمر قرى اللطرون بعيد حرب سنة 1967 وهدم ( 5000) موئلاً وهجر عشرة آلاف نسمة، كما وهدم حارة الشرف (125) موئلاً في ثالث أيام حرب حزيران 1967م وهجر أصحابها ...

هذا الاحتلال هدم في القدس الشرقية لوحدها منذ بدء احتلال 1967 وحتى اليوم ما يزيد عن ثلاثة آلاف موئلاً ... وعدوانه متواصل ومتصاعد فقد هدم عام 2011 لوحدها حوالي (44) موئلاً في القدس الشرقية لوحدها، ومنذ بداية هذا العام 2012 وحتى 1/10/2012 تم هدم حوالي (36) موئلاً، علماً بأن القدس الشرقية والتي كان يبلغ عدد مواطنيها الفلسطينيين عام 1967 حوالي (70,000) نسمة ولم يكن بها أي إسرائيلي. واليوم في عام 2012 هنالك حوالي 350 ألف مستعمر إسرائيلي.

أما الأراضي الفلسطينية المصنفة ( C) في الضفة الغربية ففي عام 2011 تم هدم (161) موئلاً وترحيل (1057) نسمة، وخلال هذا العام حتى 1/10/2012 هدم (118) موئلاً ورحل حوالي (758) نسمة، فضلاً عن آلاف أوامر الهدم التي تنتظر التنفيذ.

وطبعاً لا تسلم الأراضي الفلسطينية في النقب والجليل ويافا والرملة من هدم المساكن ومصادرة الأراضي، ولعل نموذج قرية العراقيب في النقب قد أثبتت عنصرية هذا الاحتلال.

الأراضي الفلسطينية التي تناقصت معدلات ملكيتها بشكل كبير بسبب مصادرة الجزء الأكبر منها . فإن ما تبقى منها محاصر بين مجاري المستعمرات الإسرائيلية وبين اعتداءات المستعمرين الإسرائيليين بحماية جيش الاحتلال اضافة الى العراقيل التي يضعها الاحتلال لتقييد حركة المزارعين الفلسطينيين و منعهم من الاستخدام الحر لأراضيهم سيما أن حوالي 61 % من الأراضي ضمن المناطق المصنفة ج المعرضة بشكل يومي للاعتداءات الاسرائيلية.

بالرغم من ذلك فقد ىسعت المؤسسات الزراعية والبيئية الفلسطينية وبالتعاون مع وزارة الزراعة لاستصلاح وتأهيل وتطوير هذه الأراضي حيث يتم تأهيل حوالي (3000) دونماً سنوياً، لتعويض ما يقوم الاحتلال بهدمه وتدميره.

ولعل دراسة مركز أبحاث الأراضي التي صنفت الأراضي غير المستغلة في محافظات الضفة الغربية إلى 3 أصناف ومحددة على الخرائط على نظام GIS وهي ( صالحة للاستصلاح الزراعي للأشجار المثمرة -  صالحة للمراعي-  صالحة للغابات)، تعتبر الأولى التي تضع أساساً للتخطيط لتنمية ريفية زراعية وحضرية حقيقية لضمان الاستخدام الأمثل للموارد الفلسطينية في ظل وجود احتلال لا يحترم القوانين الدولية وحتى لا يحترم الاتفاقيات التي وقعها.

إن شعب فلسطين قد صمم على أنه سيظل على أرضه رغم الاضطهاد .. يجعلون من الخيام صيفاً ومن الكهوف والمغائر شتاءً موائل لهم ولأبنائهم تحدياً للاحتلال ومنهجاً للنضال من أجل حقوقهم المشروعة.

فشعبنا لن يقول يوماً بأن العمر فات ... وأن الحلم قد مات ... ولم يبقى ما يستحق العناء ... بل سيظل الفلسطينيون يرددون بأن الحلم فينا مثل الفجر ... أزلياً ... ليس يدركه الفناء ...


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN