English عن التحالف اتصل بنا الاصدار 4 - تشرين الأول/أكتوبر 2012 الرئيسسة
تطورات اقليمية

الأحواز: القضية الضائعة إقليمياً ودولياً

لا تزال ممارسات السلطات الإيرانية في المحافظة الواقعة في الجنوب الغربي من إيران، والتي تعرف بإقليم الأحواز مستمرة ضد سكانها من الأقلية العربية، فمنذ ضم إيران للإقليم في عام 1926، خضع سكان الأحواز لانتهاكات وممارسات عنصرية، قد ترقى إلى حالة التطهير العرقي خاصة في خلال الست سنوات الماضية، نظرا للاضطرابات والمظاهرات العنيفة, نتيجة التذمر الشديد الذي يعم معظم السكان العرب الأصليين في الإقليم المحتل, بسبب الإجحاف بحقوقهم كأقلية قومية وعرقية  , وبسبب محاولة السلطات الإيرانية لما يصفونه بتفريس الإقليم، من خلال تغيير أسماء المدن، ومنع تدريس اللغة العربية في المدارس، حظر منح أسماء عربية للأطفال، ومصادرة أراضي الفلاحين العرب، وتجفيف مصادر المياه، من خلال بناء السدود، حرمان الإقليم من الخدمات والبنية التحتية التنمية، على الرغم من أنه الإقليم الذي يحتوي على النسبة الأكبر من البترول التي تسيطر عليه إيران، وقد شهد الإقليم في الشهور الماضية سلسة من الاحتجاجات تأثراً بثورات الربيع العربي إلا أنها قمعت من قبل الحرس الثوري الإيراني. في صورة مماثلة لما تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

فعلى سبيل المثال، تعاني مدينة المحمرة إحدى مدن إقليم الأحواز، والتي دمرت أثناء الحرب مع العراق، حيث لا يزال  لدمار الذي خلفته هذه الحرب على حاله بعد مرور 24 عاما على انتهائها، عكس المدن الفارسية التي أعيد بناؤها فور انتهاء الحرب مباشرة، ولا غرابة في ذلك لأن المناطق الإيرانية هي المعنية بالاهتمام والإعمار بعكس مناطق الأحواز التي دمرت ليس نتيجة حرب الثماني سنوات فقط، بل الحقيقة هي أن كل الأحواز تدمر على مدى 87 عاما على يد المحتل في بنيتها التحتية في مواردها الاقتصادية، في هويتها العربية وتراثها الثقافي.

كذلك، حرمان سكان الإقليم الأصليين من العرب، من استغلال مواردهم الطبيعية، حيث تعمد السلطات الإيرانية على تجفيف مياه الأنهر من خلال بناء السدود عليها و انحراف مياها إلى المدن و المحافظات الإيرانية، ما أدى إلى جفاف ألاف الهكتارات من الأهوار, خاصة هور الفلاحية و العظيم و هور الحويزة و هور الميناو ( هور مزرعة 2). و يسبب شح المياه بالاهوار و الأنهر و زيادة الملوحة فيها في موت الكثير من الأسماك و المواشي. وقد أكد المواطنون الأحوازيون بأن الذين يعيشون بقرب الأهوار يعانون من قلة الإمكانيات حيث لا توجد مستشفيات و لا مستوصفات و لا مياه صالحة للشرب و لا مدارس و هم معزولين في مناطقهم عن العالم.

و فضلا عن بعد بناء سلسلة من السدود على انهر الأحواز وخصوصا على نهر كارون ونقل مياهه إلى الأراضي المركزية لإيران، وتسببه في عدم تمكن المزارعين الأحوازيين من استخدام أراضيهم الزراعية الواسعة، تصادر سلطات الاحتلال الإيراني، الأراضي الزراعية التي لم يتمكن الفلاح الأحوازي من استخدامها في السنوات الأخيرة بسبب مصادرة مياه ريه، وتعتبرها أراضي مشاعة وتابعة لدائرة المنابع الطبيعية وليس للفلاحين حق في ملكيتها بعد ما امتلكوها لمئات السنين، والتي جاوزت العشرات والمئات الآلاف من الهكتارات، خصوصا الأراضي البعيدة عن مياه الأنهر، ونقل ملكيتها إلى مؤسسات الدولة الإيرانية مثل مؤسسات الحرس الثوري و شركات النفط التي تعمل بشكل واسع في الأحواز لكثرة آبار النفط فيها.للمزيد عن قضية بناء السدود في الإقليم: دراسة عن السدود التي تبنيها الدولة الإيرانية على أنهر دولة الأحواز المحتلة، المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الإستراتيجية 2012.

كذلك، لاتزال عمليات هدم المنازل و الاستيطان و التهجير للسكان العرب مستمرة في الإقليم، وفي خلال شهري يونيو و يوليو، غيرت السلطات الإيرانية الكثير من أسماء القرى العربية في الإقليم وتحويلها إلى أسماء فارسية، مثل قرية البناودة إلى بند قير و قرية العلة إلى عله بند قير و قرية النزهة الى ولى آباد و قرية بيت ازهيو إلى زهو آباد و قرية أخورشين إلى سه بنه، وقرية الشبيشة القريبة لمدينة الشيبان, إلى إمام خميني، قريتي المهندس إلى علم آباد و قرية بيت خزعل إلى خزعل آباد، قرية خيط الرواس إلى كوي بهشتي.

وقد شهد الإقليم في إبريل/نيسان 2011، سلسلة من المظاهرات الحاشدة، تأثرا بثورات الربيع العربي. وقامت السلطات الإيرانية بالرد على تلك التظاهرات بطريقة مشابهة للحكومات القمعية في الدول العربية التي شهدت ثورات. باستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المحتجين، وعمليات الإعدام، والاعتقال الجماعي والتعذيب. لمزيد من المعلومات حول الاحتجاجات، راجع تقرير 2012  لشبكة التضامن الأحوازية.

وعلى الرغم من فظاعة الممارسات الإيرانية في الإقليم، إلا أنه لا يتم تغطية الانتهاكات الاقتصادية والاجتماعية والتمييز العنصري الذي يتعرض له سكان الإقليم بشكل كافي، ويتم التركيز فقط من قبل المنظمات الدولية على حالات الإعدام خارج نطاق القانون، والاختفاء القسري.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN