منتدى الأرض الأفريقي الأول

في الفترة من 7-8 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 عقد الائتلاف الدولي للأرض International Land Coalition (ILC) بالتعاون مع جمعية مبورو للتنمية الاجتماعية والثقافية الكاميرونيةMbororo Social and Cultural Development Association of Cameroon (MBOSCUDA) المنتدى الأفريقي الأول للأرض the First African Land Forum (ALF) في العاصمة ياوندي في إطار الثيمة/الموضوعة الرئيسية: ضمان حقوق الأرض للشعوب الأصلية والمجتمعات الريفية. ووفقًا للائتلاف الدولي للأرض فإن منتدى الأرض الأفريقي جمع ما يزيد عن 60 فاعلاً على مستوى أفريقيا لتبادل الخبرات حول حقوق الأرض للشعوب الأصلية والمجتمعات الريفية الفقيرة وقد استعرضوا الخيارات السياسية والاستراتيحيات لجعل السياسات المتعلقة بالأرض سواء المحلية أو الإقليمية أو الدولية منها أكثر دعما للمفقرين وشاملة وملبية لحاجات المجتمعات المهمشة كسبيل لتحقيق التنمية المتكافئة في أفريقيا.

ولعل تدشين منتدى من هذا النوع يغطي قضايا الأرض الأفريقية حدثًا مهمًا وخاصة أنه يأتي في لحظة حرجة تزداد فيها الاستثمارات الأجنبية في المنطقة، وأيضًا فيما تؤدي القضايا السياسية إلى مزيد من الفساد والتهميش، والتهجير في المنطقة، وهو ما يعد تأثيرًا مباشرًا لإدارة الأرض.

وتفيد الوثائق المخرجة والتي يشار إليها بعنوان إعلان ياوندي Yaoundé Declaration، إلى أن هدفنا المشترك هو تعزيز إدارة الأرض المنحازة إلى الناس والتي تخدم حاجات الفقراء والمهمشين. وهذا البيان يعد انعكاسًا للمكان الذي تجري فيه فعاليات المنتدى، وذلك بتفعيل حالة وجدانية من الوحدة الإقليمية نحو إصلاح إدارة وحوكمة الأرض، وكذلك فكرة أنه ينبغي ايلاء مزيد من الاهتمام لحماية حقوق الأرض للشعوب الأصلية والمرأة. ومن هنا جاءت أهم التوصيات لهذا المنتدى على النحو التالي:

• إدارة رشيدة للأرض تقوم على التكافؤ والاستدامة؛
• الاعتراف بالحق في الأرض وتوفير الحماية القانونية  لجميع مستخدمي الأرض؛
• ضمان المشاركة الواسعة في صنع القرار فيما يتعلق بالأرض؛
• انهاء التمييز ضد المرأة والأقليات؛
• الاستخدام الموسع للخطوط التوجيهية المتبناة من أجل الإدارة الرشيدة للأرض؛
• مكانة أولية لصغار المنتجين؛
• المنافع والتعويضات؛
• حل عادل وسريع لنزاعات الأرض وإمكانية الوصول إلى آليات الحل.

هذه التوصيات تعد مهمة في حد ذاتها، كما أنها تعكس أهداف منظمات كثيرة تركز على قضايا الأرض، بما فيها شبكة حقوق الأرض والسكن. إلا أنه الائتلاف الدولي للأرض تجاهل عمل تحليل معمق للقضايا المهمة التي تسود المنطقة وتمنع تحقيق هذه الأهداف على أرض الواقع، ومنها العسكرة (أو بصورة أكثر عمومية العنف الداخلي) والتهجير.

ونظرة سريعة على المعلومات المسجلة في قاعدة بيانات الانتهاكاتViolations Database  تكشف لنا كيف أن مثل هذه القضايا كانت السبب في الإخلاءات القسرية والتهجير والضرر اللاحق بالأرض على مدار السنوات القليلة الماضية. وهو ما يشمل الضرر بالأرض والسكن أو التهجير القسري بسبب العنف والصراع في كثير من البلدان منها نيجيريا Nigeria، ومالي Mali، والصومال Somalia، وكذلك الأزمة المستمرة للاجئين والمهجرين داخليًا في أماكن مثل ساحل العاج وليبريا Cote d’Ivoire and Liberia. .

ومن الأهمية أيضًا أنه تم الاهتمام بقضية الأرض والفساد والتي لا تتفرد بها أفريقيا بالطبع، ولكنها تؤثر تأثيرا عميقا على إدارة الأرض على كل المستويات. فمن الاستثمار الدولي إلى المزارعة الصغيرة أصبح الفساد المرتبط بالأرض والذي يأتي نتيجة لنقص الشفافية والمحاسبة في الحكومة (المحلية والوطنية) مسألة مصيرية للمساواة في حقوق الأرض، وقد ذكرت منظمة الأغذية والزراعة FAO أنه في غياب الشفافية والمحاسبة، فإن مخاطر الفساد تزداد وتهدد بتحويل الأرض إلى أداة للاغتراب عامة الناس. ونتيجة للفساد، يخسر الناس المنافع الثقافية والاقتصادية لمواردهم. وهذه القضية نالت اهتمامًا كبيرًا في الإعلام على مدار السنوات القليلة الماضية، وكان لها أثارا سلبية على مستوى القارة، من مصر Egypt  إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية Democratic Republic of the Congo ومن سيراليون Sierra Leone إلى كينيا Kenya.

لقد كان منتدى الأرض الأفريقي الأول خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح للنشاط المتزايد والموحد عبر القارة، وبوصفه الأول، فنحن نأمل ألا يكون الأخير وأن تستمر الجهود في التعمق في القضايا الجوهرية التي تؤثر تأثيرًا سلبيًا على إدارة الأبرض عبر القارة.

لمزيد من المعلومات حول منتدى الأرض الأفريقي، والعروض والأوراق المقدمة، نرجو زيارة موقع الائتلاف الدولي للأرض ILC.