التشبيك الساعي لبناء ميثاق الحق في المدينة

في المدينتين سان دُني (Saint Denis) وأوبرفيلييه (Aubervilliers) بفرنسا، من الحادي عشر إلى الثاني عشر من كانون الأول/ديسمبر 2012، اجتمع ممثلون من السلطات وشركاء المجتمع المدني من أنحاء العالم في الملتقى الأول للسلطات المحلية للحق في المدينة، وذلك برعاية وتوجيه المدن المتحدة والحكومات المحلية (UCLG)، للتأكيد على التزامهم باحترام وحماية وإعمال حقوق الإنسان على المستوى المحلي.

وقد استكملت هذه العملية التشاورية البناء على ما تم من تبني الميثاق الأوروبي لضمان حقوق الإنسان في المدينة (2000) والذي وقعت عليه أكثر من 350 بلدة ومدينة، وكذلك الميثاق العالمي لأجندة الميثاق لحقوق الإنسان في المدينة، والذي تبنته المدن المتحدة والحكومات المحلية عام 2011، والمبادرات الفردية للمدن لضمان التزام الحكومات المحلية باحترام وحماية وإعمال حقوق الإنسان في اللسياق الحضري. وتشمل الإنجازات المحلية تشمل ميثاق مونرَيال للحقوق والمسئوليات (2006)، وكذلك ميثاق مكسيكو سيتي للحق في المدينة (2010)، وفي غوانجو (光州) (كوريا الجنوبية) ميثاق حقوق الإنسان وميثاق فيينا وبحث ودفع شديد من الحركات الاجتماعية الحضرية والميثاق العالمي للحق في المدينة، فإن توضيح التزامات حقوق الإنسان بالمدن أصبح متضمنًا ومنصوص عليه وعلى نحو متزايد في جداول أعمال السلطات المحلية في جميع أنحاء العالم.

لقد كان عام 2012 قمة وتتويج للعمليات التشاورية في غوانغجو في كوريا الجنوبية وفيينا والنمسا، وهو ما أسفر عن التزامات رسمية بمأسسة ثقافة حقوق الإنسان. فعندما استضافت غوانغجو المنتدى العالمي لمدن حقوق الإنسان في الفترة من 15 إلى 18 أيار/مايو 2012، أزاحت المدينة غواجو الستار عن ميثاقها الخاص بحقوق الإنسان. وفي السابع والعشرون من تشرين الثاني/نوفمبر 2012، سارت مدينة فيينا على نفس الطريق نفسه باصدار ميثاق فيينا، الذي يتوج مشروع ميثاق فيينا الذي بدأ المشاروات حوله في التاسع عشر من مارس/أيار 2012. ويشكل هذا الميثاق جزءً من اتفاقية حكومة الائتلاف بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي لفيينا، وحزب الخضر ويتضمن مبادئ أساسية لعلاقات الجيرة الحسنة وبيئة صحية ونظيفة في المدينة.

وقد اتفق المشاركون في الملتقى الأول للسلطات المحلية من أجل الحق في المدينة، وهي مجموعة متخصصة في إطار المدن المتحدة والحكومات المحلية UCLG، على أن مصطلح المدينة حقوق الانسان يشير إلى المدينة التي يعمل فيها المواطنون والمقيمون معًا بغية تعيز نوعية الحياة لجميع من يعيش في المدينة، وذلك تأسيسا على روح الشراكة المعزة بقواعد ومعايير حقوق الإنسان في المدينة. وهو ما يتضمن أيضًا التزامًا بمناهضة التمييز وأحقية أي من الفئات و/أو الأقليات المحرومة ممن قد يكونوا مهمشين للمشاركة في صتع السياسة وتنفيذ المبادئ التي تؤثر في حياتهم. وقد التقت السلطات المحلية في سان دُني (Saint Denis) ديسمبر/كانون الأول الماضي وأكدت على التزامها بالحوار مع الحركات الاجتماعية وجميع هيئات المجتمع المدني التي تعمل على المستوى المحلي والوطني والعالمي لتأسيس الشرعية لهذا الحق الجديد من حقوق الإنسان في عالم يسوده الحضر.

وفي الإعلان الختامي، توصلوا إلى أن الترويج لحقوق الإنسان في المدينة والحق في المدينة يمضيان معًا وتنمية الديمقراطية التشاركية ومن ثم لابد من التأكيد على المساواة بين الجنسين وتطبيق السياسات التشاركية في جميع مجالات الحياة. ويوضح الإعلان أيضًا أن مسألة الحق في المدينة تدقق في الطريقة التي نعتبر بها المدينة وأهدافها فيما يتعلق بجميع سكانها وصلتها بالمجال الريفي في إطار أفق أوسع من العيش معًا وكذلك في إطار المجتمع ككل.

وقد أظهر الملتقى الأول للسلطات المحلية والحق في المدينة أنه من الممكن تحقيق التقدم في تطبيق حقوق الإنسان عبر سياسات محلية ابتكارية فيما يتعلق بإدارة الأرض والمساحات العامة، والسكن والتنمية الأصلية والاجتماعية القائمة على التضامن. وقدم المنظمون  وصلة للقانون والغذاء والأرض، كثيمة دائمة لأجندة حقوق الإنسان لديهم. وسوف تنعكس الأجندة في الملتقى القادم للسلطات المحلية للحق في المدينة، في الفترة من 22 إلى 25 مارس/آذار في نانت Nantes، بفرنسا وهي المدينة التي اختيرت العاصمة الأوربية الخضراء للعام 2013.

ومن الأحداث ذات الصلة المنتظرة في 2013 المؤتمر العالمي الرابع لأعضاء المدن المتحدة والحكومات المحلية الذي سينعقد في الرباط المغرب في الفترة من 1–4 أكتوبر/ تشرين الأول 2013 تحت ثيمة/موضوعة تخيل المجتمع، وابني الديمقراطية. وهذا الحدث يتصادف مع الاحتفال المئوي بالحركة العالمية للبلديات التي تعمل وتتاشبك على مستوى العالم. وينتوي المنظمون أن يكون هذا التجمع لحظة للتشارك والتجمع بين افريقيا وباقي العالم.