English عن التحالف اتصل بنا الاصدار 31 - كانون الأول/ ديسمبر 2024 الرئيسسة
المقال الافتتاحي

من النزوح إلى سبل الإنصاف

في لقائها الدوري الثامن لمنتدى الأرض من العام الماضي 2024، سعت شبكة حقوق الأرض والسكن، مع أعضاء التحالف الدولي للموئل والشركاء في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لاستكشاف، أوجه التآزر، لتحقيق سبل الانتصاف للنزوح طويل الأمد نتيجة الحروب والتغيرات المناخية. حيث يمثل كلا المحركين لحالات النزوح في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أولويات عاجلة، تتطلب قدرات أكبر للتوثيق، والتحديد الكمي لنزوح ما يقرب من 40 مليون شخص، ممن لهم الحق في جبر الضرر، ومن بينه استرداد المساكن والأراضي والممتلكات (HLP)، وحلها بشكل دائم. وتعكس التطورات الإقليمية في هذا العدد (31) من نشرة أحوال الأرض/LandTimes، تلك القضية مع تسليط الضوء على الأسباب الجذرية الكامنة والعدالة التصالحية المتكاملة، ليس فحسب للتصدي للانتهاكات الجسيمة المعنية، ولكن أيضاً لردع ومنع المزيد من الانتهاكات التي تستمر عند إهمال المعايير الدولية مثل الالتزامات المتعلقة بحقوق الإنسان.

وحيث أن إسرائيل وسياستها تشكل أوجه الظلم الرئيسي في المنطقة، فإن الفظائع التي ترتكبها، لم تردع ضحاياها في أن تقاوم، ولا من وضع تصور لإعادة إعمار غزة، بعد التدمير المادي والمعنوي، و إضفاء طابع التسليح على الغذاء. وفي هذا السياق، يتناول المجتمع المدني الفظائع، والخسائر التي لاتوصف، ويتكبدها المزارعون الفلسطينيون خلال عام منذ الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وهم يقاتلون من أجل البقاء ومن خلال نضالهم من أجل السيادة على الغذاء. ولا يغيب التطابق مع فقدان الأراضي والسيادة على الغذاء في إقليم كشمير جراء، مخططات الهند للاستيلاء على الأراضي في كشمير المحتلة، والمنشورة في هذا العدد ضمن التطورات العالمية.

وتحتدم المجاعة في كافة أنحاء إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن بينها السودان، حيث يظل الجناة غير خاضعين للمساءلة، ودون اتباع نهج شامل تجاه العدالة التصالحية، ورد المساكن والأراضي والممتلكات للأشخاص النازحين. كما أن إدامة النزاعات وإهمال النزوح في جميع أنحاء السودان يلتقيان مع إهمال المجتمعات المضطهدة و النازحين المهمشين وفي اليمن. ولا ترتبط معاناة السودانيين واليمنيين، بسبب التقارب والحرمان المشترك، وحسب، بل إن تلك المعاناة تديمها أيضاً، جهات فاعلة من خارج حدود تلك الدول في الإقليم، وبالأخص ممارسات الحكومة الإماراتية، وبتمكين من القوى الغربية البعيدة وروسيا.

وبالرغم من مذكرة التوقيف الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية، بحق الرئيس والديكتاتور السابق عمر البشير، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، فإن إفلات هؤلاء المسؤولين من العقاب يلوح في الأفق باعتباره تحديا إنسانيا طويل الأجل نحو السلام الدائم والتنمية.

كما أن الفشل في تعلم الدروس التاريخية وتصحيح أخطاء الماضي هو موضوع رئيسي في هذا العدد 31 من نشرة أحوال الأرض، فمع مقالة Cihan Baysal، عن لا ينبغي لمدينة اسطنبول أن تكون مدينة أوليمبية، والدروس المستفادة من دراسة شبكة حقوق الأرض والسكن حول تمويل التحول الأخضر في تونس، تعد الأحدث ضمن سلسة التحليلات لمشاريع آلية تمويل المناخ متعددة الأطراف في الدول العربية.

كذلك، في سياق التقارب بين حقوق الإنسان والتنمية، هناك تطورات دولية في إطار المنتدى السياسي الرفيع المستوى، وفي الدورة 12 للمنتدى الحضري العالمي، والدورة 29 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية المناخ، وصندوق الاستجابة للخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.

ومع كل هذه التطورات الأخيرة، نتذكر أيضاً الإحتفاء بمرور 50 عاما من حقوق المرأة والعمل التنموي للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، وهي عضو التحالف الدولي للموئل. وفي الوقت الذي نحتفي فيه بإنجازات الاتحاد، تحيي كذلك، شبكة حقوق الأرض والسكن، ذكرى مرور نصف قرن على انتهاكات المغرب في الصحراء الغربية، والذي تخلد فيه الشبكة و الجمعية الصحراوية بالولايات المتحدة الأمريكية (SAUSA)،  ذكرى حق الإنسان في الموئل في الصحراء الغربية، في العام الماضي.

فالدروس المستخلصة من تلك الحالات، إضافة إلى المبادرات الوقائية والإصلاحية من منظمات المجتمع المدني، لاغنى عنها أملاً في إحراز التقدم وتحقيق العدالة مع الدخول للعام الجديد 2025. 


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN