English عن التحالف اتصل بنا العدد 25 / 26 - أيار / مايو 2022 الرئيسسة
المقال الافتتاحي

الأسباب والنتائج

منذ إصدار العدد الأخير من نشرة أحوال الأرض/LandTimes، اتجه العالم إلى مستوى آخر من الأزمات في شهور قليلة. واتساقا مع موضوع التقرير الأخير لليوم العالمي للموئل، والذي أصدرته شبكة حقوق الأرض والسكن، بشأن حالات الانتهاك التي تم تسجيلها في قاعدة بيانات الانتهاكات (VDB)، اتخذت حالات الصراع، والاحتلال، والحروب، مستوى جديداً من الحدة مع بداية الغزوالروسي لأوكرنيا، والذي كان متوقعاً بدرجة كبيرة، وأثار استفزازاً ولو بشكل جزئي على الأقل. وكما أقر البيان الذي أصدره التحالف الدولي للموئل بشأن تلك الأحداث، من أن التضامن الغربي المتدفق لضحايا تلك الحرب، قد أثار حيرة المراقبين في الأقاليم الأخرى التي مزقتها الحروب وتعاني لعقود من الاستضعاف، والهروب نتيجة استمرار، عمليات الغزو، والاحتلال، والحرمان من الحق في تقرير المصير، والحرب بالوكالة وحتى الوقت الراهن، دون وجود لمثل ذلك التعاطف والمعاملة الترحيبية لضحايا الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويقدم هذا العدد الخامس والعشرين، من نشرة أحوال الأرض، استعراضاً لجهود المجتمع المدني، لمعالجة الأزمات المعقدة العالمية والإقليمية، المستمرة والجديدة، منذ إصدار العدد 24 من نشرة أحوال الأرض، في ديسمبر/ كانون الأول 2021. والجدير بالذكر، أن تلك الجبهات الناشئة في تلك الفترة، لديها جذورها في أنماط ممتدة من السلوك البشري التي تضر بشكل مجحف، بالناس، والسلام، والإذدهار، والكوكب، و الشراكة، وتعكس الأولويات القصوى المتعلقة بالإطار العالمي للتنمية المستدامة. وتخضع تلك التعهدات لعملية تدقيق متجددة، مع تأخر خمس سنوات بشأن تقييم تنفيذ الأجندة الحضرية الجديدة في أثناء تلك الفترة.

وبينما تفشل الدبلوماسية فشلاً ذريعاً، مع استمرار سلوك الدول المخيب للآمال، نقدم تلك المنصة المدنية التي تظهر أصوات الموئل، وإجراءات خاصة مستقلة، ومجتمع مدني وشعوب أصلية، من أجل رؤية بديلة. ومنها على سبيل المثال، تلك الثروة من المدخلات التي جمعها المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في السكن الملائم، لتقديم المشورة للدول في مجلس حقوق الإنسان، بشأن التمييز، والفصل المكاني، والتمييز الطبقي، والفصل العنصري، التي تسبب أوضاع معيشية بائسة لسكان العالم الفقراء، وتتحتل الملايين. والمثال النموذجي على ذلك، هو الفصل العنصري، والاضطهاد الذي تمارسه إسرائيل منذ نشأتها، ضد الشعب الفلسطيني ككل، في حين هذا العدد حالياً يحيط علماً بمنظمات حقوق الإنسان الرئيسية، التي تعمل أخيراً، على حشد النزاهة والشجاعة من أجل الاعتراف بذلك الفصل العنصري والاضطهاد.

وبصورة مماثلة، يقدم هذا العدد من نشرة أحوال الأرض/LandTimes، الاستخلاصات غير المسبوقة للتقارير المشتركة لأصحاب المصلحة، التي قدمت إلى آلية الاستعراض الدوري الشامل (UPR)، ومنها تقرير المغرب، الذي سلط الضوء على انتهاكاتها الجسيمة لحق شعب الصحراء الغربية في السكن الملائم والأرض. ولايزال إقليم الصحراء الغربية خاضع منذ 47 عاماً للاحتلال العسكري والاستعمار غير المشروع من قبل المملكة المغربية، في حين لايزال مجلس الأمن بلا حراك.

ويلحظ هذا العدد من نشرة أحوال الأرض/LandTimes، التقدم في آلية المجتمع المدني والشعوب الأصلية المرتبطة باللجنة الأمم المتحدة للأمن الغذائي. تلك المجموعة الاستشارية الجوهرية احتضنت الشعوب الأصلية، بعد إعادة تسميتها لنفسها بصفتها آلية للمجتمع المدني والشعوب الأصلية (CSIPM)، ومع ذلك، فالرسالة الموحدة مؤخراً لتلك المجموعة تناضل من أجل أن يكون صوتهم مسموع، حتى في ظل السياق الحالي للصراعات، والاحتلال، والحروب، والجفاف، وتعطيل سلاسل توريد الغذاء، والسياسات الخارجية غير المسئولة، والاستحواذ من قبل الشركات على الأمم المتحدة، وتغير المناخ، وغزو أسراب الجراد، وزيادة موجات الجفاف والمجاعات.

وتتزامن تلك الفترة المشمولة بالتقرير مع يوم الأرض الوطني الفلسطيني، إضافة إلى تقارير جديدة عن حالات نزع للملكية لأراضي وممتلكات الأشخاص المختفين قسرياً برعاية الدولة في سوريا. وهناك استعراض يتناوله العدد الحالي، عن أداء إسرائيل للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، يذكرنا كيف لانتهاكات حقوق الإنسان المكملة أن تجرد بعنف وتدمر موئل الشعب الأصلي لأراضيه الخاضعة للاستعمار.

وتأتي تنزانيا كمحور لهذا المسار، والتهديدات بتجريد 70,000 من أفراد قبائل المساي (Massai)، من أراضيهم، لأجل إرضاء الصيادين الملكيين غير الشرعيين، من دولة الإمارات العربية المتحدة. كذلك من خلال تسليط الضوء على إفريقيا، يقدم هذا العدد تحديثاً للقراء، حول قضية اغتيال المدافعين عن الأرض من حركة Abahlali baseMjondolo، وهم Ayanda Nagila , Nokuthula Mabaso، في جنوب إفريقيا، والذين أًغتيلوا في مارس/أذار الماضي وشهر مايو /آيار الجاري. كذلك وبعد فوات الأوان، ونتيجة لنضالات، وسوابق قانونية بعد مرور 500 عام من النهب، دفعت بعض المحاكم في القارة الأمريكية لدعم حقوق الشعوب الأصلية. في الآونة الأخيرة، أيدت المحكمة العليا في الإكوادور، حق قبيلة (Ai Cófan) وهي أحد الشعوب الأصلية، في الموافقة الحرة والمسبقة والمستنيرة، قبل أن تخضع أراضيهم وبيئاتهم للصناعات الاستخراجية، وغيرها من مشاريع التنمية.

وتقدم شبكة حقوق الأرض والسكن تقريراً عن استمرار الجهود البناءة، تتشكل في تنفيذ مشروع التؤامة الجديد، لدعم المجتمع المدني في السودان، لتتولى دور أكبر في إدارة وسياسات الأراضي، نحو إيجاد حلول دائمة للأشخاص النازحين داخلياً. وبهذه الروح، يقدم هذا العدد نبذة عن شركاء مشروع شبكة حقوق الأرض والسكن، مركز استدامة لحوكمة الأراضي والبيئة (السودان)، إضافة إلى شبكة كينيا للحركات الاجتماعية، وهو شريك لشبكة حقوق الأرض والسكن- التحالف الدولي للموئل في الدورة التاسعة لقمة المدن الإفريقية (Africities)، والحدث الموازي لمنتدى المجتمع المدني.

كما تدعو نشرة أحوال الأرض/LandTimes، إلى توخي التفاؤل الحذر عند إنشاء مبادرات جديدة، ومن بينها حث المقرر الخاص الأممي المعني بحقوق الإنسان والتغيرات المناخية، للدول على تبني سياسات بيئية، وأخرى معنية بالطاقة أكثر مسئولية. وبالإضافة إلى ذلك، تُظهر دراسة جديدة معنية بالتحول الأخضر، في العالم العربي، بعض التقدم الملحوظ، بينما المراقبة المدنية مطلوبة بشكل أكبر لمعالجة المخاطر المحتملة التي تم تحديدها في التقرير.

كما شهدت تلك الفترة، نتائج متميزة، من مشروع التحالف الدولي للموئل عبر الأقاليم، عن التعلم المشترك والمناصرة، مع سلسلة من الفاعليات الافتراضية التي تم إجرئها من قبل أعضاء التحالف للنهج النسوية إلى مجموعة الموئل. ويقدم أيضاً هذا العدد للقراء، الجلسات القادمة التي تعرض قضية إدارة الأراضي القائمة على النهج الحقوقي.

من ناحية أخرى، أعادت اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، إصدار تحذيرات أكثر صرامة، بشأن الكوارث التي يسببها الإنسان، التي تحدث حالياً أو لسنوات مقبلة. وتذكيرنا بالفيضانات المدمرة، التي قضت على المجتمعات غير الرسمية، في مدينة ديربن، في جنوب إفريقيا، الشهر الماضي. بينما هناك نقاش دائر حول من تقع عليه المسئولية الرئيسية لتعامل مع تلك المآسي التي يمكن تجنبها، كما يعرض هذا العدد من نشرة أحوال الأرض/LandTimes، حادثة الإنهيار الأرضي في مدينة بتروبوليس، في البرازيل، في فبراير/شباط الماضي 2022. وما أثارته قرارات سحب الإجراءات  العامة الوقائية والعلاجية قبل وقوع تلك الكارثة، من أسئلة جديدة حول العوامل المسببة فيما وراء أسباب الطبيعة الخالصة.

وقد أدى هذا النمط من القضايا المعقدة إلى إصدار شبكة حقوق الأرض والسكن، دعوة لوقف عمليات تدمير الأرض والسكن، التي تحدث بفعل عوامل بيئية ظاهرية، تشكلت بسبب عوامل بشرية. وسوف تنعكس هذه المدخلات في تقرير الموئل العالمي المستند إلى قاعدة بيانات الانتهاكات (VDB)، في أكتوبر/تشرين الأول 2022. ونحن نضطلع إلى مساهمات القراء في هذا التقييم العالمي القادم.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN