English عن التحالف اتصل بنا العدد 23 - تموز/ يوليو 2021 الرئيسسة
تطورات عالمية

تصفية الحساب مع الاستعمار في كندا

في الأول من يوليو/تموز، تحتفل كندا باليوم الوطني، في ذكرى انضمام أربع مستعمرات، بريطانية تحت سيادة واحدة للإمبراطورية البريطانية. ولكن هذا العام، ألغت الحكومات المحلية في جميع أنحاء البلاد، احتفالات يوم كندا الوطني، في ضوء النتائج التي أكدت وجود مئات المقابر المجهولة لأطفال من الشعوب الأصلية في المدارس الداخلية المخصصة للقبائل الأصلية، مع رسائل تذكيرية من قبائل الشعوب الأصلية، بأنه من المرجح أن يكون هناك عدد أكبر من هذه المواقع.

هذا التذكير المقلق بالأساليب المروعة والمستخدمة لترسيخ القوة الاستعمارية، ومحو الشعوب الأصلية، يأتي في السنة الأولى من العقد الدولي الرابع للقضاء على الاستعمار. غير أن الشعوب الأصلية في أمريكا الشمالية، والجنوبية، وأستراليا، ونيوزيلندا، وفلسطين، وفي العديد من الأماكن المستعمرة الأخرى، لم تشهد بعد القضاء على الاستعمار في أوطانها. في حين شهدت جميعها انخفاضاً حاداً ومستمراً في السيطرة على أراضي كل منهم خلال العقود والقرون الماضية.

وعلى الرغم من الإسم، فان المدارس الداخليه الهندية، لم تكن تشبه ما نفهمه كمدارس. بل كان المقصود منها صراحة قتل الهندي في الطفل، وقطع الصلة بين الشعوب الأصلية، وأسرهم وثقافاتهم وأقاليمهم التقليدية. وكان أطفال الشعوب الأصلية الصغار يُرحلون قسرا من منازلهم، وغالباً بمساعدة الشرطة الخيالة الملكية الكندية، ليتم تربيتهم في مؤسسات خالية من الحب، أو الرعاية، أو الرحمة. وفي عام 2015، كشفت نتائج لجنة تقصي الحقيقة والمصالحة، أن هذه المؤسسات أخضعت أطفال الشعوب الأصلية، للقسوة، والإهمال، والاعتداء البدني والجنسي، والموت.

وعلى الرغم من إعطاء اهتمام كبير للتداعيات الثقافية لتلك المدارس الداخلية، بما في ذلك فقدان اللغة والاستيعاب القسري، فقد كان التركيز أقل على الصلة الواضحة بين هذه المدارس، والأراضي التي سُرق منها هؤلاء الأطفال. وتذكرنا الفنانة والمؤلفة كريستي بلكورت (Christi Belcourt)، من قبائل apihtâwikosisâniskwêw، أو (Cree Métis)، بأن القصد المباشر من اختطاف الأطفال، وإساءة معاملتهم، وقتلهم، وتدريبهم على الاستيعاب  القسري، كان حتى يتسنى الوصول دون قيود، إلى أراضي الشعوب الأصلية ومواردهم، وتسهيل استخراج الموارد التي تعود بالفائدة على المستعمرين.

وفي أجزاء كثيرة من كندا، وقعت الحكومة الاستعمارية، معاهدات مع قبائل الشعوب الأصلية، لتحدد تقاسم الأراضي والمياه. بيد أن حكومة كندا لم تحترم تلك المعاهدات. وفي أجزاء أخرى من كندا، لم توافق الشعوب الأصلية قط رسمياً على تقاسم أراضيها، بل أخذت أراضيها دون إذن منها.

وردا على ذلك، تطالب حركة عودة الأرض التي تقودها الشعوب الأصلية، بتغير إدارة الأراضي في العديد من الدول المستعمرة، بما فيها كندا. وتطالب الحركة بإعادة سيطرة القبائل من الشعوب الأصلية، على أراضيهم ومواردهم التقليدية، مع سلطة حقيقية لاتخاذ قرارات بشأن استخدام الأراضي، واستعادة سيادة الشعوب الأصلية، بما في ذلك الحقوق والمسؤوليات، على الأرض.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN