English عن التحالف اتصل بنا العدد 14 - أيار / مايو 2016 الرئيسسة
المقال الافتتاحي

سد الفجوات القائمة

بحسب تصريح الأمين العام للأمم المتحدة في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية 2014 بأن الفجوة بين أشد الناس فقرا وأكثرهم ثراء في أنحاء العالم، هي فجوة واسعة وآخذة في الازدياد. وهي لا تفصل فقط بين البلدان، وإنما بين الناس داخل البلد الواحد، بما في ذلك العديد من أكثر البلدان رخاء.

وكما رأينا من خلال وضع السياسات التنموية العالمية الجديدة، لا نزال نواجه الحاجة إلى تقييم كل من الأطر والعمليات الدولية لتحديد الفجوات وكذلك، الأساليب لسد الفجوات المتبقية. وفي هذا الإطار، تتحمل منظمات المجتمع المدني مسئولية كبيرة في تذكير أصحاب الواجب والمجتمع الدولي بالتزاماتهم بناء على التعهدات السابقة وما أغفلوه في الأطر والعمليات الجديدة.

ومن ثم، هناك واجب يقع على منظمات المجتمع المدني في ملء تلك الفجوات، سواء من الناحيتين النظرية و المادية، وعلى مستوى كل من النطاق والعملية، وذلك من خلال التأكيد على ضرورة الوفاء بالتزامات حقوق الإنسان في إطار نهج شامل و عن طريق الدعوة إلى مشاركة فعالة في الآليات التشاركية.

ويستكشف هذا العدد من نشرة أحوال الأرض بعض وسائل المجتمع المدني في سد الفجوات لكل من المضمون،  والعمليات الخاصة بالأطر الدولية الحالية. فعلى سبيل المثال، أجريت الجلسة 42 للجنة الأمن الغذائي العالمي العديد من النتائج الإيجابية لجهود المجتمع المدني، والتي تم تمثيلها من خلال آلية المجتمع المدني، مثل اعتماد إطار عمل لأجل الأمن الغذائي والتغذية في ظل الأزمات الممتدة، وإدراج قضايا المياه في النقاشات وآثارها على الأمن الغذائي والتغذية، واقتراح آليات الرصد للجنة الأمن الغذائي العالمي.

وعلى نحو مماثل، دعا التقارب العالمي لنضالات الأرض والمياه، والذي شُكل مؤخراً، أثناء انعقاد مؤتمر تغير المناخ للدول الأطراف، إلى مواصلة تطوير حلول حقيقية من خلال سبل الحوار مع المجتمعات المحلية على خط المواجهة. وقد سعت الفعالية العامة في الدورة 21 لمؤتمر باريس بشأن تغير المناخ، إلى دفع ذلك الحوار عن طريق منح المجتمعات المحلية على خط المواجهة منصة مع ضمان مساحة من التفاعل مع الحضور.

إضافة إلى ذلك، يستكشف هذا العدد من نشرة أحوال الأرض، في التحليل الخاص بشأن وجود قضايا الأراضي في الأهداف الإنمائية المستدامة المعتمدة، أهمية أمن الحيازة كأداة لإنهاء الفقر وللتخفيف من حدة أثار تغير المناخ وتدهور النظام البيئي. فبينما لم يذكر أمن الحيازة في الهدف رقم 15 (الاستخدام المستدام للنظم البيئية الأرضية)، تحاول المجتمعات المحلية على خط المواجهة جاهدة على سد تلك الفجوة عن طريق التذكير بضرورة التحول الهيكلي نحو القيام بممارسات أكثر استدامة، وتتضمن الإدارة التقليدية للأراضي، والزراعة المراعية للنظم البيئية.  

علاوة على ذلك، فيما يتعلق بالتحضير لعملية الموئل الثالث، وكما ذكر ملتقى المفكرين الحضريين المعني بالسكن الملائم، بأنه أقر بالدور الهام لعملية الموئل الثالث في سد الفجوات لأجندة التنمية المستدامة 2030، في تحديد مؤشرات الموئل، ومن بينها احترام، وحماية، وإعمال أمن الحيازة من أجل الإعمال التدريجي لحق الإنسان في السكن الملائم. إضافة إلى أن الاجتماع الإقليمي للمنتدى العالمي للحق في المدينة صرح بضرورة ابتكار منتجات بحثية إضافية، ومواصلة تطوير مفهوم الحق في المدينة. وفي إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، اقترح المشاركون في اجتماع مجموعة الخبراء المعني بالتقرير الإقليمي للموئل الثالث، باستعادة مبادئ حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين كقضايا شاملة في التقرير، من بين مجموعة من التوصيات الأخرى.

وفي سياق أخر، تكشف التزامات الحكومات المحلية بحقوق الإنسان خارج الولاية الإقليمية كيفية إثارة حركة مقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات على إسرائيل (BDS)، جدلا دائراً يستند إلى التحقيق في المعايير المزدوجة المطبقة حتى في نظام عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. حيث يتناول هذا النقاش الفجوة المستمرة للدول في إنفاذها للقواعد الآمرة في القانون الدولي، بما في ذلك المعاهدات الخاصة بحقوق الإنسان وتعاملها مع الأطراف خارج حدودها الإقليمية.

كما يواصل هذا العدد من نشرة أحوال الأرض، متابعة واستشكاف الجهود لإشراك المجتمع المدني في كلا من العدالة الانتقالية باليمن من خلال قضية جبر الضرر للأراضي، فضلا عن العدالة المكانية في القاهرة من خلال تحليل التوزيع غير العادل للموارد.

ختاماً، توفر هذه الفجوات وغيرها على المستوى الإقليمي، إضافة إلى العمليات العالمية الجارية، فرصة للبحث في كيفية ملئها بالحلول القائمة على نهج حقوق الإنسان. فهذا العدد من نشرة أحوال الأرض يكشف إلى أي مدى يمكن للمجتمع المدني في كل مكان أن يرقى إلى مستوى الحدث.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN