English عن التحالف اتصل بنا العدد 18 - تموز/ يوليو 2019 الرئيسسة
تطورات عالمية

استجابة هولندا بشأن عمليات الإخلاء في زيمبابوي

في 24 مايو/أيار 2019، ردت السفارة الهولندية في زيمبابوي على رسائل البريد الإلكتروني المرسلة من قبل مناصري التحرك العاجل الذي أصدرته شبكة حقوق الأرض والسكن- التحالف الدولي للموئل، بشأن موجة عمليات الإخلاء القسري من الأراضي والممتلكات في جميع أنحاء زيمبابوي. ومن بينها حالات حدثت في مقاطعة Chiredzi، ولاية Masvingo، والتي يتورط فيها مستثمرون هولنديون.

في فبراير/شباط 2019، انضمت شبكة حقوق الأرض والسكن، إلى مناصرة الحركة الشعبية لحقوق الأرض في زيمبابوي (ZPLRM)، في توجيه تحرك عاجل إلى السلطات، لوقف عمليات الإخلاء القسري، المُعلقة والتي تحدث بالفعل، في عدة مناطق من البلاد. وقد قعت إحدى هذه الحالات على عقار مملوك لمستثمر هولندي،(Angus)، بمنطقة خاصة (Save Valley Conservancy)، بمدينة (Chiredzi). وقد هدد السفير الهولندي بتجميد الاستثمارات الهولندية في البلاد طالما ظل سكان المنطقة موجودون في الأرض، للضغط على حكومة زيمبابوي لإزالة السكان من الأرض.

ويطالب الملاك الهولنديون لعقار Angus، بأرضهم، وذلك بموجب الاتفاقية الثنائية لتعزيز وحماية الاستثمار (BIPPA)، صادق عليها الرئيس روبرت موغابي في عام 1996. ومنذ ذلك الحين، ربحت مجموعة مكونة من 40 مزارعًا هولنديًا بمطالبة بقيمة 25 مليون يورو (32.74 مليون دولار)، ضد حكومة زيمبابوي في عام 2009، وذلك أمام المركز الدولي لتسوية المنازعات الاستثمارية، و مقره واشنطن، وذلك بعد مصادرة مزارعهم أثناء تنفيذ سياسات إصلاح الأراضي في زيمبابوي التي تمت بطريقة فوضوية عام 2000. في هذا الوقت، قد يشكل الإخلاء القسري لهولاء السكان، والذين يتمتعون بحقوق مكتسبة في الأرض، انتهاكا ليس فقط الالتزامات حقوق الإنسان لزيمبابوي على المستوى الوطني، ولكن كذلك انتهاكاً لإلتزامات هولندا خارج الحدود الإقليمية، بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (ICESCR)، الذي يحظر الإخلاء القسري بواسطة  الأشخاص القانونيين أو المعنويين، الذين يحملون الجنسية الهولندية في أي مكان. فكل من زيمبابوي وهولندا، أطراف في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وفي محاولة لضمان التزام حكومة هولندا بالتزاماتهم خارج حدود الولاية الإقليمية، حثت شبكة حقوق الأرض والسكن، والحركة الشعبية لحقوق الأرض، مناصري التحرك العاجل، على إرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى السيدة/ بربرا فان هيلموند، سفيرة هولندا في زيمبابوي، لإبلاغهم عن حالة الإخلاء. وفي 24 مايو/آيار 2019، ردت السفارة الهولندية في زيمبابوي على التحرك العاجل بالبريد الإلكتروني والذي نصه التالي:

شكرًا لك على رسالتكم الإلكترونية التي تعبرون فيها عن قلقكم بشأن عمليات الإخلاء المحتملة للسكان في مقاطعة Masvingo. ونحن نقر بأن عواقب برنامج الإصلاح الزراعي المتعجل في زيمبابوي، وسياسة حكومتها فيما يتعلق بإعادة التوطين، وكذلك الفصل 20:28 من قانون الجريدة الرسمية لقانون الأراضي، بأنها معقدة، وأن بعض المشكلات التي تنشأ بسبب برنامج إصلاح الأراضي لا يمكن حلها بسهولة.

وتعلق مملكة هولندا أهمية كبيرة على إصلاح الأراضي الذي يتم تنفيذه بطريقة تتناسب بشكل كامل مع حقوق الإنسان. وتثير هولندا بانتظام أهمية التقيد بالالتزامات الدولية لحقوق الإنسان، في المناقشات مع حكومة زيمبابوي.

واسمحوا لي أن أشدد على أن السفارة تعترض على أي اقتراح أدلت به السفيرة فان هيلموند في عام 2017، والتطورات الحالية ستكون ذات صلة. بعد تقديم خطابات الاعتماد الخاصة بها إلى الرئيس موغابي آنذاك، سُئلت السفيرة فان هيلموند سؤالاً حول مناخ الاستثمار. وكان أحد العناصر التي ذكرتها السفيرة فان هيلموند، في ردها كان احترام حقوق الملكية، وبشكل خاص الاتفاقية الثنائية لاحترام وتعزيز الاستثمار. وينبغي أن يُنظر إلى ذلك في السياق الأوسع لاحترام سيادة القانون، بما في ذلك حقوق الإنسان، التي تشجعها هولندا، في زيمبابوي، كما هو الحال في بقية العالم.

و تعد هولندا مدافع قوي عن كافة حقوق الإنسان. فهي واحدة من الأولويات الرئيسية لسياستنا الخارجية.

ونحن منفتحون لمزيد من البحث في المخاوف التي آثرتموها، وإذا لزم الأمر، سنوجهها إلى سلطات زيمبابوي.

وترحب شبكة حقوق الأرض والسكن- التحالف الدولي للموئل، برد الحكومة الهولندية وتأكيدها على أن حقوق الإنسان، يشكل أولوية رئيسية لسياستها الخارجية، وبتوضيح السياق الذي أدلى فيه السفير بالتعليقات التي تم ذكرها بعد ذلك في تقارير الإخلاء المذكور. ومع ذلك، من المخيب للآمال، أن هذا الرد لا يعترف بعواقب تلك التعليقات في سياق حالة الإخلاء. وبغض النظر عن السياق الذي يتم فيه تقديم مثل هذه التعليقات، من الضروري أن تبرز جميع الحكومات- وخاصة تلك التي تصنف نفسها كمدافعين أقوياء عن حقوق الإنسان- بشكل واضح وصريح، أن الاحترام الكامل لحقوق الإنسان له أهمية قصوى في أي نقاش حول الاستثمارات العابرة للحدود.

وفي غضون ذلك، لجأ بعض المزارعين الذين حصلوا على الأراضي، بعد إعادة الاستيلاء على مزارع المستعمرين البيض إلى العمل كباعة جائلين كوسيلة للبقاء على قيد الحياة، لأنهم لم يحصلوا على الدعم اللازم لإنتاج محاصيل كافية على أراضيهم. فسياسة حكومة زيمبابوي، التي أُعلنت في فبراير/شباط 2019، بمصادرة الأراضي غير المستغلة بالكامل، تعرض هؤلاء المزارعين لخطر فقدان أراضيهم.

ولإضافة المزيد إلى الوضع الداخلي المأساوي، لعمليات الإخلاء القسري المتعددة، وقع إعصار إيداي في مارس/ أذار 2019 في زيمبابوي وموزمبيق وملاوي، مما أسفر عن مقتل 150 شخصًا، وتسبب في الإضرار بأكثر من 1.5 مليون شخص. وتواصل شبكة حقوق الأرض والسكن، دعوتها إلى التضامن مع صغار المزارعين المتضررين في جميع أنحاء المنطقة.


Back
 

All rights reserved to HIC-HLRN